في محاولة لتحسين وضع محطة أولاد زيان، إحدى أبرز محطات النقل في العاصمة الاقتصادية، فشلت المناقصة الخاصة بأشغال التأهيل للمرة الثالثة على التوالي. ورغم تخصيص ميزانية تقدر بحوالي 56 مليون درهم، لم تتمكن السلطات من إيجاد مقاول لتنفيذ المشروع الذي يهدف إلى إعادة تأهيل المحطة وإحداث محطة مؤقتة، مما أثار استياء كبيرا في صفوف ساكنة الدار البيضاء.
بعض سكان المدينة أرجعوا فشل المناقصة إلى الميزانية المحدودة التي لا تتناسب مع حجم المشروع وتطلعات الساكنة في تحسين جودة المرافق العامة. واعتبر هؤلاء أن المبلغ المخصص لا يكفي لتحقيق التأهيل الذي يواكب تطلعات العاصمة الاقتصادية، ويحقق بيئة مناسبة للمستخدمين والزوار.
من جهة أخرى، رددت أصوات أخرى انتقادات أكثر حدة،.. مشيرة إلى أن الدار البيضاء بحاجة إلى محطة جديدة بمواصفات عصرية تواكب التطور الحاصل في مجال النقل. وأشار هؤلاء إلى أن سياسة “الترقيع” التي تتمثل في إصلاحات متكررة على غرار ما يحدث في مركب محمد الخامس،.. التي لم تؤدي إلى تغيير جذري يواكب حاجيات المدينة، تتسبب في تبديد المال العام دون إحداث تحول ملموس.
تحركات سابقة ومقترحات لتطوير محطة ولاد زيان
يذكر أن المجلس الجماعي للدار البيضاء كان قد قرر في دورة أكتوبر من السنة الماضية تحديث محطة أولاد زيان وعصرنة فضاءاتها لتكون أكثر ملاءمة لاحتياجات مرتاديها. وتضمنت خطة التأهيل توفير بيئة أكثر أمانا وراحة، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية،.. بما في ذلك إضافة مرافق جديدة مثل قاعات الانتظار المريحة، مرافق صحية حديثة، ومكاتب لبيع التذاكر.
إقرأ أيضا: محطة ولاد زيان تدخل مرحلة جديدة من التأهيل تستغرق 6 أشهر بعد سنوات من الإهمال
كما شملت الخطة تركيب نظام مراقبة بالكاميرات لتعزيز الأمن،.. بالإضافة إلى توفير مناطق مخصصة للتسوق بهدف تحسين تجربة المستخدم. لكن فشل المناقصة يشير إلى صعوبة تنفيذ هذه الخطط في ظل المخصصات المالية المتواضعة.
يبقى السؤال المطروح، هل سيكون من الممكن في المستقبل القريب تأهيل محطة أولاد زيان بما يلائم تطلعات ساكنة الدار البيضاء؟ وهل ستتمكن السلطات من تجاوز عراقيل المناقصة وتوفير البنية التحتية المناسبة؟ الإجابة على هذه الأسئلة تظل رهينة بالإجراءات القادمة وآلية تدبير المشاريع الكبرى في العاصمة الاقتصادية.