تفاقمت الأزمة الصحية بإقليم الحسيمة بشكل غير مسبوق، وسط تحذيرات من انهيار المنظومة الصحية المحلية، بعد مغادرة جماعية للأطر الطبية دون تعويض أو تحفيزات تبقي ما تبقى منها.
النائب البرلماني عبد الحق أمغار، عن الفريق الاشتراكي، وجه سؤالا كتابيا بتاريخ 8 ماي 2025 إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، طالب فيه بتوضيحات حول النزيف الحاد الذي يعرفه قطاع الصحة بالإقليم، وغياب أي خطة واضحة لتعويض الأطباء المغادرين.
المعطيات الواردة في المراسلة تكشف عن مغادرة 11 طبيبا من تخصصات مختلفة خلال الأشهر الأخيرة،.. ما تسبب في فراغ خطير داخل المصالح الحيوية لمستشفى محمد السادس. هذا الواقع ازداد سوءا بعد عدم مباشرة طبيبين متخصصين في جراحة الأطفال والأشعة لمهامهم،.. رغم التحاقهما الرسمي بالمؤسسة.
السؤال البرلماني لم يخف مخاوفه من استمرار هذه الوضعية، خاصة بعد فشل المباراة الأخيرة لتوظيف 20 طبيبا،.. والتي لم تسفر عن أي التحاق فعلي. الأمر الذي يعكس، حسب البرلماني،.. ضعف جاذبية الإقليم بسبب غياب التحفيزات المادية والمهنية، وانعدام بيئة ملائمة تضمن استقرار الكفاءات الصحية.
وقد شدد أمغار على ضرورة اعتماد رؤية شاملة لتحقيق العدالة المجالية في توزيع الموارد البشرية وضمان المساواة في الولوج إلى العلاج، داعيا الوزارة إلى توضيح أسباب التأخر في مباشرة الطبيبين لعملهما، واتخاذ إجراءات استعجالية لضمان استمرار الخدمات الصحية وعدم ترك المواطنين رهينة الفراغ الطبي المتزايد.