أعلنت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، العملاق المغربي المملوك للدولة، عن خطة طموحة لإنتاج أول دفعة من الأسمدة الخضراء التي لا تولد أي انبعاثات كربونية على مستوى العالم، معتمدة على طاقة نظيفة ومياه محلاة، وذلك بحلول عام 2027. هذه المبادرة الجديدة تعد جزءا من برنامج استثماري متكامل أطلق في 2023 ويستمر لأربع سنوات، برأسمال إجمالي يقدر بـ130 مليار درهم.
في تصريحات خاصة لـ”الشرق”، أوضح أحمد مهرو، المدير العام لوحدة الأعمال الاستراتيجية للتصنيع في المجموعة، أن هذا المشروع سيزيد من إنتاج الفوسفات والأمونيا، ويعتمد بشكل كلي على تحلية مياه البحر، موضحا أن إنتاج 3 ملايين طن من هذه الأسمدة سيحدث دون أي انبعاثات كربونية، وهو إنجاز غير مسبوق في قطاع الأسمدة عالميا.
ويضاف هذا الإنتاج الجديد إلى الطاقة الحالية التي تصل إلى 15 مليون طن من الأسمدة،.. ما يعزز مكانة المغرب كمركز عالمي في هذه الصناعة الحيوية. وتعكس هذه الخطوة الطموحة التزام “المكتب الشريف للفوسفاط” بتحقيق التنمية المستدامة والابتكار البيئي.
المجموعة المغربية، التي تمتلك أكثر من 70% من احتياطي الفوسفات العالمي،.. حققت خلال العام الماضي أرباحا صافية بلغت حوالي 20.4 مليار درهم، بزيادة سنوية تجاوزت 42%،.. رغم تراجعها مقارنة بأرباح 2022 الاستثنائية، مدعومة بارتفاع صادراتها وأسعارها في الأسواق العالمية.
إلى جانب دورها الرئيسي في استخراج ومعالجة الفوسفات وتصديره،.. توسعت المجموعة في قطاعات متعددة مثل التعليم والفلاحة والفنادق والطاقة وتحلية المياه، مستثمرة في مشاريع استراتيجية بعيدة المدى.
وتوفر المجموعة حاليا قدرة لتحلية مياه البحر تقدر بـ200 مليون متر مكعب سنويا،.. تلبي بها احتياجات مصانعها والمناطق المجاورة،.. مع خطط لزيادة هذه القدرة إلى 600 مليون متر مكعب بحلول 2030 لتغطية الطلب المتزايد في الوحدات الصناعية.