الأكثر مشاهدة

ناسا ترد على “خبيرة الفضاء” كيم كاردشيان: نعم، صعدنا إلى القمر… أكثر مما صعدت أنت في المنطق

يبدو أن بعض نجوم التفاهة لا يكتفون بإغراق الإنترنت بالصور والفلاتر، بل قرروا هذه المرة غزو الفضاء… بالكلمات الفارغة.

ففي أحدث حلقات برنامجها “عائلة كاردشيان”، خرجت كيم كاردشيان لتخبر العالم، بكل ثقة لا تحسد عليها، أن الهبوط على سطح القمر سنة 1969 “لم يحدث”، وأن كل ما شاهدته البشرية كان “إخراجا هوليووديا”.

وكأننا كنا ننتظر خبيرة الفضاء الجديدة لتكشف لنا مؤامرة عمرها نصف قرن!

- Ad -

لكن الرد لم يتأخر، إذ صفعها القائم بأعمال مدير وكالة ناسا، شون دافي، بحقيقة بسيطة قال فيها: “نعم، لقد ذهبنا إلى القمر، ست مرات”.

عبارة قصيرة لكنها كافية لإسقاط جبل من الغرور والشهرة المصطنعة.

المفارقة أن من لم يقرأ في حياته كتابا علميا واحدا، صار اليوم يناقش العلماء حول أهم إنجاز في تاريخ البشرية، مستندا إلى “شعوره الداخلي” و”المنطق التلفزيوني”. هكذا تحولت المنصات الرقمية إلى ساحات مفتوحة لتصريحات من لا يميزون بين قمر السماء وقمر التصوير!

الخطير في تصريحات أمثال كاردشيان ليس الجهل وحده، بل الثقة العمياء في الجهل، تلك التي تجعل ملايين المتابعين يتلقفون كلامها كما لو كان كشفا علميا. وهنا تكمن الكارثة: أن تتحول الشهرة إلى سلطة معرفية في زمن صار فيه عدد المتابعين معيارا للحكمة.

في المقابل، يواصل العلماء الحقيقيون العمل بصمت، يطلقون المسابر ويستكشفون المريخ، بينما يطل علينا نجوم التفاهة ليخبرونا أن كل هذا “فيلم خيالي”.

لقد لخص أحد رواد الفضاء المسألة بذكاء حين قال:

“لم نعد نخاف من فراغ الفضاء، بل من فراغ العقول.”

ربما آن الأوان أن نرسل بعض “المؤثرين” في رحلة باتجاه القمر — لا ليثبتوا أنه حقيقي، بل ليتأكدوا أن العلم لا يقاس بعدد اللايكات، وأن من يستهزئ بالعقل البشري من أجل الترند، هو الخسوف الحقيقي الذي يهدد هذا الكوكب.

مقالات ذات صلة