الأكثر مشاهدة

هدم سوق “البلدية” بدرب السلطان يطوي صفحة من تاريخ البيضاء

في مشهد مليء بالحنين والمفارقات، أسدل الستار على سوق “البلدية” الشهير بحي درب السلطان بالدار البيضاء، بعد أن شرعت الجرافات في هدمه ضمن مشروع إعادة تأهيل المنطقة. السوق، الذي كان لعقود طويلة فضاء حيويا للتجارة التقليدية ومعلما اجتماعيا بامتياز، تحول إلى ركام في إطار خطة ترمي إلى تحسين البنية التحتية وتنظيم الفضاءات التجارية.

وسط الدمار الذي طال أروقة السوق القديمة، عبر العديد من التجار والمواطنين عن مشاعر متباينة، تجمع بين الحزن على فقدان جزء من ذاكرتهم الجماعية، والتفاؤل بمستقبل أكثر تنظيما. يقول أحد أبناء المنطقة، الذي عاش طفولته بين أزقة السوق: “ترعرعت هنا، كبرت وسط هذا المكان، وشهدت كيف كان السوق عامرا بالحياة. صحيح أن العشوائية كانت تغلب عليه، لكنه كان يمثل جزءا من هويتنا”.

إقرأ ايضا: الدار البيضاء: هدم سوق الزهور في المعاريف لتحويله إلى مساحة خضراء

- Ad -

غير أن المشروع الجديد، وفق السلطات المحلية، يهدف إلى خلق بيئة تجارية حديثة تواكب التحولات العمرانية التي تشهدها العاصمة الاقتصادية. ويرتقب أن يتم بناء سوق نموذجي بمواصفات حديثة، مما سيمنح التجار فضاءات أكثر أمانا وتنظيما، مع الحفاظ على الطابع التراثي للمكان.

في انتظار اكتمال الأشغال، يعيش تجار سوق “البلدية” مرحلة انتقالية صعبة، بعد أن اضطروا إلى مغادرة محلاتهم دون بديل جاهز، وهو ما يثير تساؤلات حول مصيرهم في ظل التحولات السريعة التي تشهدها الدار البيضاء، حيث تذوب ملامح الماضي تحت معاول التحديث.

مقالات ذات صلة