فجعت عائلة شابة في عقدها الثالث مساء السبت، بعد أن تحولت لحظة ولادتها المنتظرة إلى مأساة داخل مصحة خاصة بشارع فاس في مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء. الشابة، التي تبلغ من العمر 32 سنة، دخلت المصحة في حالة صحية توصف بالجيدة، استعدادا لاستقبال مولودها الأول، قبل أن تخرج منها جثة بلا روح، في ظروف وصفتها العائلة بأنها “غامضة ومشبوهة”.
العائلة، التي رافقت الضحية منذ وصولها حوالي الساعة العاشرة ليلا، أكدت أن الوضع كان يسوده توتر وارتباك غير مفهوم من طرف طاقم المصحة. فبعد أن بدأت مراحل الولادة، لم تتوصل العائلة بأي معلومات حول وضع الشابة، وظلت تنتظر لساعات دون أي تواصل طبي واضح، إلى أن صدمت بخبر وفاتها.
ووفق رواية شقيقة الراحلة، فقد تم السماح لها بالدخول لرؤية جثمان أختها، حيث تأكدت من أن المولودة أنثى، لكن لم يتم تزويدها بأي تفسير مقنع عن سبب الوفاة. هذا الغموض دفع بالعائلة إلى توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى إدارة المصحة، معتبرة أن “الإهمال الطبي” هو ما تسبب في هذه الخسارة المفجعة.
المصالح الأمنية حضرت إلى عين المكان فور الإبلاغ عن الوفاة، وتم فتح تحقيق رسمي بأمر من النيابة العامة، حيث انطلقت إجراءات التشريح الطبي في محاولة لتحديد الأسباب الحقيقية وراء الوفاة، التي هزت الرأي العام المحلي.
وفاة هذه السيدة الشابة أعادت مجددا النقاش حول وضعية الخدمات الصحية المقدمة داخل بعض المصحات الخاصة، خاصة تلك التي تستقبل النساء الحوامل في مراحل حرجة. وتطرح الواقعة تساؤلات حقيقية حول معايير المراقبة والتأطير الطبي في لحظات يفترض أن تكون من أكثر اللحظات أمانا في حياة النساء.
ويبقى الرأي الفصل الآن بيد الخبرة الطبية والتحقيق القضائي، بينما تعيش أسرة الفقيدة على وقع صدمة لا توصف، تنتظر منها فقط كشف الحقيقة وتحقيق العدالة.