أطلقت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب دينامية استثمارية غير مسبوقة، بتوقيعها بروتوكول اتفاق جديد مع الدولة يمتد على مدى ثماني سنوات، من 2025 إلى 2032، ويمهد الطريق لتنفيذ مشاريع كبرى تهم البنية التحتية الطرقية بالمملكة.
البرنامج الاستثماري الجديد تصل قيمته إلى 12,5 مليار درهم، ويستهدف تشييد الطريق السيار القاري بين الرباط والدار البيضاء، وإنجاز طريق تيط مليل – برشيد، بالإضافة إلى تهيئة شاملة لمحوري عين حرودة وسيدي معروف.
ولتيسير انطلاق هذه الأشغال، وقعت الدولة أيضا بروتوكول تمويل خاص بقيمة 1,2 مليار درهم، مخصص لنزع الملكية الضرورية لإنجاز الربط الجديد بين الرباط والدار البيضاء، في ما اعتبرته الشركة مرحلة محورية لتسريع إنجاز هذه الأوراش الاستراتيجية.
ولم تكتف الشركة بالإعلان عن خططها المستقبلية، بل كشفت كذلك عن نتائج مالية إيجابية خلال الربع الأول من سنة 2025. حيث بلغ رقم المعاملات الموحد 1,3 مليار درهم، بزيادة قدرها 9% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2024، مدعوما بارتفاع حركة السير بـ11% وتحسن ملحوظ في خدمات الاستغلال.
أما رقم المعاملات الاجتماعي فقد حقق بدوره نموا بنسبة 11%، منتقلا من 850 مليون درهم نهاية مارس 2024 إلى 947 مليون درهم خلال الفترة نفسها من سنة 2025.
وبالنسبة لحجم الاستثمارات، فقد بلغ خلال الربع الأول من السنة الجارية حوالي 355 مليون درهم، غطت بشكل أساسي مشروع تيط مليل – برشيد، وتوسعة مداخل عين حرودة وسيدي معروف، بزيادة طفيفة قدرها 3%.
وبنهاية مارس 2025، بلغ إجمالي الاستثمارات المسجلة ما مجموعه 70,93 مليار درهم، مقابل 69,7 مليار درهم قبل عام، في حين سجلت الديون الموحدة تراجعا إلى 33 مليار درهم، بانخفاض بلغت نسبته 3%، ما يعكس استقرارا ماليا وفعالية في تدبير الموارد.
وتؤشر هذه المؤشرات إلى مرحلة انتقالية حاسمة في تاريخ البنية التحتية الطرقية بالمغرب، خصوصا في ظل الضغط المتزايد على المحاور الحضرية الكبرى والحاجة إلى فك الاختناق المروري وضمان السلامة وجودة الخدمات.