تعمل مقاطعة المعاريف بتنسيق مع تجار وجمعيات سوق “درب غلف” على تنفيذ مشروع طموح لإعادة هيكلة هذا السوق العريق، مع الحفاظ على طابعه الفريد، الذي يمثل قلب النشاط التجاري والتوافد السياحي بالدار البيضاء.
وفق التصور الحالي، يهدف المشروع إلى تجنب أي توقف طويل للنشاط التجاري، استنادا إلى تجربة الإغلاق المطول خلال جائحة كورونا. يعتمد المخطط على إعادة الهيكلة بشكل تدريجي، من خلال تقسيم السوق إلى وحدات (بلوكات)، حيث سيتم تطوير جزء معين مع تحويل التجار إلى مناطق مؤقتة فارغة في السوق نفسه أو في المساحات الشاغرة المجاورة. هذه الخطوة تضمن استمرار النشاط الاقتصادي دون انقطاع، مع تفادي أي ركود طويل الأمد قد يؤثر على دينامية السوق.
من أبرز العقبات التي تواجه المشروع وضعية الملكية العقارية للسوق،.. حيث أن الأرض ليست ملكا للجماعة بل تعود لمجموعة من الورثة. وقد أثار هذا الوضع تحديات قانونية مرتبطة بإجراءات نزع الملكية. في هذا الإطار، يجري العمل على تعديل التصميم المديري للمقاطعة لتضمين السوق ضمن المناطق المؤهلة لنزع الملكية، وهو إجراء يتطلب المصادقة قبل نهاية العام الحالي.
يعد سوق “درب غلف” معلما تجاريا مميزا يجذب السكان المحليين والزوار الأجانب على حد سواء. العديد من السياح يقصدون السوق للاستفادة من خدمات ومنتجات قد لا تتوفر في بلدانهم،.. ما يبرز أهمية الحفاظ على خصوصية السوق وهويته وفقا للتجار. مشددين على أن التوازن بين تحديث البنية التحتية والحفاظ على الروح التجارية للسوق من التحديات الأساسية التي تواجه المشروع الذي يرفضون تحويله إلى “مول”.
لتعزيز تجربة الزوار والتجار، يتضمن المشروع إنشاء مرآب تحت أرضي بسعة كافية لاستيعاب سيارات الزوار،.. وهو عنصر ضروري لضمان استمرار الرواج التجاري وتحسين الحركة داخل السوق.
يبقى الهدف الأساسي من المشروع هو تطوير سوق “درب غلف” ليكون نموذجا عصريا يجمع بين الاستدامة والحفاظ على طابعه التقليدي. يطمح الفاعلون المحليون إلى تقديم تجربة تسوق متطورة دون أن تفقد السوق روحها وجاذبيتها،.. لتستمر في كونها نقطة جذب تجاري وسياحي مهمة في مدينة الدار البيضاء.