الأكثر مشاهدة

البحر يجمع العالم في الجديدة.. المغرب وفرنسا يقودان نداء الكوكب الأزرق

انطلقت فعاليات “منتدى البحر 2025” بمدينة الجديدة تحت شعار لافت: “البحر، مستقبل الأرض”. الحدث الدولي الذي يمتد حتى 11 ماي، فتح أبوابه أمام عشرات الباحثين والخبراء والمسؤولين، إلى جانب فنانين وممثلين عن هيئات دولية ومقاولات، لمناقشة واحدة من أخطر قضايا القرن: كيف يمكن إنقاذ المحيطات والبحار من الانهيار؟

هذه الدورة، التي تكرم فرنسا كضيف شرف، ركزت منذ بدايتها على تعزيز التعاون الدولي في حماية المحيطات والسواحل، عبر حشد المبادرات المشتركة وتبادل الخبرات بين ضفتي الأطلسي.

وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، حضرت إلى جانب القنصلة العامة الفرنسية بالدار البيضاء،.. باسكال ترمباخ، وعامل إقليم الجديدة محمد العطفاوي، لتأكيد انخراط المغرب السياسي والمؤسساتي في هذا الورش البيئي.

- Ad -

وفي كلمة افتتاحية مؤثرة، شدد مؤسس المنتدى، مهدي العلوي المدغري، على ضرورة وضع البحر في قلب السياسات العمومية، داعيا إلى تحالف شامل من جميع الفاعلين لبناء حوكمة بحرية مستدامة. وقال بصريح العبارة: “هذا المنتدى ليس مجرد مناسبة للتفكير، بل نداء للتحرك الجماعي”.

الحضور الدولي توسع ليشمل صوت المغرب في الخارج، حيث شارك السفير المغربي بالولايات المتحدة،.. يوسف العمراني، برسالة مسجلة أكد فيها على أهمية “مبادرة الأطلسي” التي أطلقها الملك محمد السادس،.. والتي تهدف إلى بناء تعاون إقليمي إفريقي يقوم على السيادة، التوازن والتكامل.

العمراني شدد على أن هذه الرؤية الملكية “تحول القيود الجغرافية إلى جسور استراتيجية”،.. وتضع الدول الجنوبية في قلب المعادلة الدولية، انطلاقا من نهج مغربي يجمع بين الانفتاح والصلابة.

القنصلة الفرنسية لم تخف إعجابها بـ”التعاون المؤسسي النموذجي” بين باريس والرباط في مجال حماية الثروة البحرية، مشيدة بانخراط المغرب النشط في التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات المقرر في يونيو بمدينة نيس الفرنسية.

وقالت ترمباخ: “الهندسة البحرية اليوم ليست ترفا، بل ضرورة اقتصادية وأمن غذائي وسيادة مستقبلية”.

الجديدة في قلب التحول الأزرق

عامل الإقليم، محمد العطفاوي، سلط الضوء على المقومات البحرية الضخمة التي تزخر بها الجديدة: 145 كيلومترا من السواحل، 16 شاطئا متنوعا بيئيا، وميناء صناعي في الجرف الأصفر يعتبر رافعة أساسية للاقتصاد الجهوي.

ودعا المسؤول الترابي إلى تبني نموذج “الاقتصاد الأزرق” القائم على الاستغلال الرشيد للموارد البحرية،.. محذرا من المخاطر البيئية الناتجة عن التغير المناخي، والتلوث، والصيد الجائر.

المنتدى يقترح برمجة غنية تمتد على ستة محاور مركزية: “نغذي ونعالج”، “نحمي”، “نتاجر”، “نتحاور”،.. “نرافع”، و”نبدع ونطور”. كما تتوزع الفعاليات بين ندوات فكرية، ورشات فنية، عروض سينمائية، معارض،.. أنشطة رياضية، وبرامج توعية بيئية للأطفال والشباب.

منتدى البحر 2025 لا يكتفي هذه السنة بتوصيف الإشكالات،.. بل يطرح بدائل حقيقية وينتصر لفكرة أن البحر ليس مجرد حدود مائية، بل رهان وجودي لمستقبل البشرية.

مقالات ذات صلة