الأكثر مشاهدة

الحمض النووي القديم يكشف سبب ارتفاع معدلات مرض التصلب العصبي المتعدد والزهايمر


ألقى الحمض النووي القديم الضوء على السبب المحتمل وراء ارتفاع معدلات الإصابة بالتصلب المتعدد ومرض الزهايمر في أوروبا. قام الباحثون بتحليل عينات من عظام وأسنان حوالي 5000 شخص عاشوا في مناطق مختلفة من أوروبا وآسيا على مدى 34000 سنة. وأسسوا أكبر بنك للجينات البشرية القديمة في العالم.

من خلال مقارنة الحمض النووي لهؤلاء الأفراد مع عينات حديثة،.. قدم الخبراء خريطة لانتشار التاريخي للجينات والأمراض فيما يتعلق بتحرك السكان. نشرت النتائج في أربعة أوراق بحث نشرت في مجلة Nature، مما يوفر فهما جديدا للمشكلات الصحية.

تشمل النتائج أصول الأمراض العصبية مثل التصلب المتعدد،.. وتقديم إجابات حول سبب اختلاف طول السكان بين شمال وجنوب أوروبا.

- Ad -

وأظهرت النتائج أيضا أن احتمالية حمل جين مرض التصلب المتعدد كانت ميزة في تلك الحقبة حيث كان يحمي المزارعين القدماء من الأمراض المعدية الناتجة عن حيواناتهم.

تشير البيانات أيضا إلى أن الجينات المتسببة في أمراض مثل الزهايمر والسكري من النوع الثاني كانت متأصلة في ثقافة الصيادين وجامعي الثمار.

يتطلع الباحثون إلى كشف المزيد من العلامات الجينية لأمراض حديثة أخرى، مثل التوحد،.. واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والفصام، والاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب،.. من خلال تحليلات مستقبلية. يسلط هذا التحليل الضوء على تأثير أساليب حياة أسلافنا على خطر الإصابة بأمراض حديثة،.. مما يظهر كيف تكيف جهاز المناعة القديم مع التحديات الصحية في العصر الحديث.

ملفات تعريف الحمض النووي

من خلال تحليل عينات العظام والأسنان الموجودة في مجموعات المتاحف في أوروبا وغرب آسيا،.. قام الباحثون بإنشاء ملفات تعريف لحمض النووي لمجموعة واسعة من الفترات التاريخية،.. تشمل العصر الحجري الوسيط، والعصر الحجري الحديث، وفترات البرونز والحديد، بالإضافة إلى عصور الفايكنج والوسطى.

قاموا بمقارنة بيانات الحمض النووي القديمة المستخرجة من 1664 هيكل عظمي أثري مع بيانات الحمض النووي الحديثة المستخرجة من 400 ألف شخص يعيشون في بريطانيا والمحفوظة في البنك الحيوي في المملكة المتحدة.

أظهرت النتائج أن أقدم جينوم في هذه المجموعة يعود إلى فرد عاش قبل حوالي 34000 سنة. وألقت هذه النتائج ضوءا جديدا على طول الجسم، حيث تظهر اليوم الأوروبيون الشماليون الغربيون بشكل عام أطول من نظرائهم الجنوبيين.

وفقا للبحث، يشير الاستعداد الوراثي للطول إلى احتمال أن يكون مصدره شعب يامنايا،.. الذين كانوا رعاة الماشية وهاجروا عبر سهوب بونتيك إلى شمال غرب أوروبا.

وأظهرت النتائج أيضا أن كمية الحمض النووي للأفراد القدماء الذين هاجروا عبر أوراسيا بعد العصر الجليدي الأخير تؤثر على خطر الإصابة بالأمراض. على سبيل المثال، يواجه سكان شمال غرب أوروبا خطرا وراثيا أكبر للإصابة بمرض التصلب المتعدد، في حين يواجه سكان أوروبا الشرقية خطرا متزايدا للإصابة بمرض الزهايمر والسكري من النوع الثاني.

وكشف تحليل حمض النووي لسكان أوراسيا في عصور ما قبل التاريخ أن القدرة على هضم اللاكتوز – السكر الموجود في الحليب – ظهرت في أوروبا قبل حوالي 6000 عام. بينما كانت القدرة على البقاء على نظام غذائي غني بالخضراوات منتشرة بين الأوروبيين قبل نحو 5900 سنة،.. قبل فجر العصر الحجري الحديث.

الفروق الجينية كبيرة


أظهر الباحثون في ورقة بحثية ثالثة أن الاختلافات الجينية بين السكان القدماء في غرب أوراسيا كانت أكبر بكثير مما كان متوقعا سابقا. وكانت أيضا أعلى بكثير من تلك الملاحظة في السكان الحاليين.

وفقا للاستنتاجات التي توصل إليها الباحثون،.. يظهر أن شمال أوروبا يعاني من أعلى معدل انتشار لمرض التصلب العصبي المتعدد في العالم.

توصلت الدراسة إلى أن الجينات التي تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد قد تمت إدخالها إلى شمال غرب أوروبا قبل نحو 5000 عام عن طريق رعاة الأغنام والماشية المهاجرة من المناطق الشرقية.

قال الدكتور ويليام باري، الذي يعمل كباحث ما بعد الدكتوراه في قسم علم الحيوان بجامعة كامبريدج وهو المؤلف المشارك في الدراسة: “هذه النتائج كانت مذهلة للجميع، حيث تمثل قفزة هائلة في فهمنا لتطور مرض التصلب العصبي المتعدد وأمراض المناعة الذاتية الأخرى.”

وأضاف: “إظهار كيف أثرت أساليب حياة أسلافنا على مخاطر الأمراض الحديثة يسلط الضوء على مدى استمرار تأثير أنظمة المناعة القديمة في عصرنا الحديث.”


قال البروفيسور لارس فوجر،.. الذي شارك في تأليف دراسة حول مرض التصلب العصبي المتعدد،.. ويعمل كطبيب استشاري في مستشفى جون رادكليف التابع لجامعة أكسفورد: “هذا يعني أننا الآن قادرون على فهم ومحاولة علاج مرض التصلب العصبي المتعدد بشكل أكثر دقة. إذ يعود سببه إلى التكيف الجيني مع ظروف بيئية خاصة حدثت في فترات تاريخية مبكرة.”

مقالات ذات صلة