في إنجاز اقتصادي لافت يعكس الدينامية المتصاعدة للفلاحة المغربية، احتلت المملكة المغربية المرتبة الثالثة عالميا ضمن قائمة أكبر مصدري الطماطم خلال سنة 2024، وفق تصنيف حديث صادر عن منصة “World’s Top Exports” المتخصصة في بيانات التجارة الدولية.
هذا التقدم التاريخي جعل المغرب يتفوق على إسبانيا، أحد عمالقة الفلاحة الأوروبية، ويؤكد أن القطاع الزراعي المغربي لم يعد مجرد ركيزة محلية للاقتصاد، بل أصبح فاعلا رئيسيا في السوق العالمية للمنتجات الفلاحية.
أرقام قياسية تؤكد الصعود المغربي
ووفق التقرير، بلغت القيمة الإجمالية لصادرات الطماطم المغربية حوالي 1.65 مليار دولار، مسجلة نموا سنويا قدره 45% مقارنة بعام 2023، وهي قفزة غير مسبوقة في تاريخ الصادرات الفلاحية المغربية.
وجاءت المكسيك في صدارة الترتيب العالمي بصادرات بلغت 3.33 مليارات دولار، تلتها هولندا بـ 1.91 مليار دولار، فيما حلت إسبانيا رابعة بـ 1.1 مليار دولار، ثم فرنسا خامسة بـ 716.7 مليون دولار.
أما القيمة الإجمالية لصادرات الطماطم عالميا فقد بلغت 12.4 مليار دولار خلال العام الماضي، بزيادة بلغت 4.1% مقارنة بعام 2023، ما يعكس الطلب المتزايد على هذا المنتج الحيوي في الأسواق العالمية.
ويرجع التقرير هذا التألق المغربي إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها تطور البنية التحتية الفلاحية، والاستثمارات الضخمة في التكنولوجيا الزراعية التي حسنت الإنتاجية وجودة الأصناف المزروعة.
كما ساهمت استراتيجية “الجيل الأخضر” ومخطط المغرب الأخضر في رفع تنافسية السلاسل الفلاحية من الزراعة إلى التصدير، مع تحسين عمليات التعبئة والتغليف والنقل الدولي.
ووفقا للتقرير، نجح المغرب في اختراق أسواق جديدة وتنويع وجهاته التصديرية، إلى جانب الحفاظ على حضوره القوي في الأسواق التقليدية مثل فرنسا، المملكة المتحدة، وإسبانيا وروسيا، التي أصبحت تعتمد بشكل متزايد على جودة المنتوج المغربي.
وأشار التقرير إلى أن أكبر خمسة مصدرين للطماطم في العالم – المكسيك، هولندا، المغرب، إسبانيا، وفرنسا – يستحوذون على أكثر من 70% من حجم التجارة العالمية، ما يجعل المنافسة شديدة وتتطلب إمكانيات ضخمة وقدرات لوجستية متقدمة.
بهذا الأداء، يبرهن المغرب على أنه قوة زراعية صاعدة تجمع بين الابتكار الفلاحي، والجودة العالية، والاستدامة البيئية، ليؤكد موقعه كأحد أهم مزوّدي الأسواق الأوروبية بالمنتجات الفلاحية الطازجة.


