يبدو أن المغرب على وشك دخول حلبة الفورمولا 1 من جديد، بعد عقود من الغياب، من خلال مشروع استثماري ضخم يستهدف تحويل مدينة طنجة إلى منصة رياضية عالمية في رياضة السيارات.
التحركات الأخيرة تشير إلى مشروع بمواصفات عالمية قدر غلافه المالي بـ 1.2 مليار دولار، تم التمهيد له من طرف مستثمرين دوليين، على رأسهم الفرنسي إيريك بولييه، المدير السابق لفريق “ماكلارين” في الفورمولا 1، وأحد أبرز العقول المدبرة في هذا المجال. وقد أوكلت إليه، منذ دجنبر 2023، مهمة إنجاز دراسة الجدوى الأولية في طنجة.
“ميني أبو ظبي” بنكهة مغربية
المشروع المقترح يشمل أكثر من مجرد حلبة سباق. فبحسب التسريبات التي كشف عنها موقع RacingNews365، الحديث يدور عن مدينة رياضية متكاملة تضم حلبة بمواصفات “Grade 1″، وهي التصنيف الوحيد المعتمد لإقامة سباقات الفورمولا 1، إلى جانب منتزه ترفيهي، مركز تجاري ضخم، وحدائق فندقية ومنشآت سياحية، بالإضافة إلى مارينا بحرية.
تتوفر طنجة على كل المقومات التي تؤهلها لاحتضان المشروع: قربها من أوروبا، وبنيتها التحتية البحرية المتطورة، وموقعها الجغرافي الفريد، مما جعلها تتفوق على منافسين كبار مثل جنوب إفريقيا ورواندا في السباق نحو تنظيم أول “غراند بري” إفريقي بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثة عقود.
التمويل جاهز.. في انتظار القرار السياسي
الشق المالي بدأ يتحقق، إذ تم ضمان 800 مليون دولار من استثمارات خاصة،.. في انتظار تأمين ما تبقى عبر شراكات استراتيجية محتملة. لكن العقبة الحاسمة تبقى الحصول على الضوء الأخضر من السلطات العليا في المغرب،.. خاصة وأن المشروع يصنف ضمن الرهانات الاستراتيجية ذات البعد السيادي.
في هذا السياق، يؤكد بولييه أن المشروع يراهن عليه بقوة من طرف المستثمرين العالميين،.. ويقارن في طموحه وتكوينه بـ “ياس مارينا” في أبو ظبي،.. مضيفا أن المغرب في حال الموافقة النهائية سيكون مرشحا فوق العادة لتنظيم سباق الفورمولا 1 سنة 2028.
من جانبه، لم يخف الرئيس التنفيذي للفورمولا 1، ستيفانو دومينيكالي، حماسه لعودة السباقات إلى إفريقيا. وصرح خلال جائزة موناكو الكبرى أن هناك مفاوضات مع ثلاث دول إفريقية،.. من بينها المغرب، لإعادة الروح إلى القارة السمراء عبر حلبة سباق دولية.
ويبقى السؤال المطروح: هل يتحول حلم طنجة إلى حقيقة؟ وهل ستصبح المدينة بوابة إفريقيا لرياضة المحركات؟ كل المؤشرات إيجابية،.. ولا ينقص المشروع سوى تأشيرة سياسية حتى تنطلق الآلات في شق الحلبة الإفريقية المنتظرة.