الأكثر مشاهدة

ارتفاع مقلق في حالات التهاب القصيبات الهوائية لدى الرضع مع بداية فصل الشتاء

مع حلول فصل الشتاء، شهدت المستشفيات المغربية ارتفاعا مقلقا في حالات التهاب القصيبات الهوائية لدى الأطفال الرضع، خاصة بسبب فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (VRS). هذه الزيادة الاستثنائية تسببت في ضغط كبير على أقسام طب الأطفال والإنعاش، حيث تعمل الفرق الطبية بأقصى طاقتها للتعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى.

أوضح الدكتور سعيد عفيف، طبيب أطفال، أن الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر هم الأكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات الخطيرة لهذه العدوى، لا سيما إذا تأخر الأهل في طلب الاستشارة الطبية. وصرح قائلا: “خلال الأسابيع الأخيرة، رصدنا ارتفاعا ملحوظا في الحالات الشديدة، وهو أمر مرتبط بما يعرف بـ ‘الديون المناعية’ الناتجة عن ضعف تعرض الأطفال لمسببات العدوى خلال جائحة كوفيد-19.”

الأعراض الرئيسية التي تستدعي التدخل الطبي تشمل السعال المتفاقم، صعوبة التنفس، فقدان الشهية، وظهور صوت صفير أثناء التنفس. وأكد الدكتور عفيف أن تأخير العلاج قد يؤدي إلى تدهور الحالة، ما يستلزم نقل الرضيع إلى قسم العناية المركزة.

- Ad -

ضغط على المستشفيات بسبب ارتفاع حالات التهاب القصيبات الهوائية

من جانبه، حذر الدكتور عبد السلام رزقي، رئيس قسم حديثي الولادة في إحدى العيادات الخاصة بالدار البيضاء، من أن القدرة الاستيعابية لأقسام الأطفال والإنعاش تواجه تحديات كبيرة. وأضاف: “لقد وصلنا إلى ذروة انتشار المرض في يناير الجاري، مع تسجيل عدد مقلق من الحالات الحرجة لدى الرضع. نحن نبذل جهودا كبيرة لإعادة تنظيم العمليات، بما في ذلك إضافة أسرة جديدة والتنسيق مع مرافق طبية أخرى.”

الدكتور أيمن آيت حاج قدور، طبيب ومحاضر، شدد على أهمية الوقاية، خاصة في ظل انتشار فيروسات أخرى كفيروس الإنفلونزا والفيروس الأنفي. وأوصى بضرورة الالتزام بالنظافة الشخصية، تجنب مخالطة المرضى، وتهوية المنازل بانتظام. كما دعا إلى تطعيم الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالإنفلونزا.

وأكد الأطباء أن التشخيص المبكر والتعامل السريع مع الأعراض يساهمان في تقليل معدلات المضاعفات. وتبقى الوقاية من خلال تعزيز المناعة وحماية الرضع من المخاطر البيئية أولى الخطوات لتجنب هذه الأزمة الصحية المتكررة.

مقالات ذات صلة