أفاد تقرير جديد بتراجع الاقتصاد الألماني هذا العام، مصححا بذلك التوقعات السابقة التي أشارت إلى نمو معتدل. ومع ذلك، يبدو الخبراء متفائلين بالنسبة لعام 2024. وتوقع تقرير أصدرته معاهد بحثية اقتصادية رائدة يوم الخميس أن يشهد الاقتصاد الألماني ركودا في عام 2023.
تشير التوقعات الاقتصادية المشتركة، والتي تعد بتكليف من الحكومة وتصدر مرتين في السنة،.. إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا بنسبة 0.6% هذا العام.
وفي تقريرهم الربيعي، توقع الخبراء نموا اقتصاديا معتدلا بنسبة 0.3%، إلا أن الأرقام الرسمية أظهرت ركودا في الربع الثاني من عام 2023.
لماذا يتقلص الاقتصاد الألماني؟
تعاني ألمانيا حاليا من تراجع اقتصادي متوقع في عام 2023، وهذا التراجع يعزى إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة خلال عام 2022، والذي كان مرتبطا بالأحداث في أوكرانيا والتي أدت إلى اضطرابات في سوق الطاقة. وقد أدى هذا الارتفاع إلى تصاعد معدل التضخم، مما أثر على قدرة الأفراد على الشراء، وأثر أيضا على قطاع الإنتاج الصناعي.
وفيما يتعلق بهذا التراجع الاقتصادي، قال أوليفر هولتيمولر،.. نائب رئيس معهد هاله للأبحاث الاقتصادية (IWH): “القطاع الصناعي واستهلاك الأفراد يتعافيان بوتيرة أبطأ مما كان متوقعا في البداية”.
وأشار هولتيمولر إلى قلق الشركات من ما يعتبرونه انعداما للأمان السياسي.
وفيما يخص توقعات النمو، فقد أكد تقرير جديد توقعات صندوق النقد الدولي بتراجع أكبر اقتصاد في أوروبا في عام 2023.
بالإضافة إلى ذلك، تظهر أحدث البيانات الاقتصادية للدول الأوروبية الكبرى الأخرى، مثل المملكة المتحدة وإيطاليا،.. أنها قد تواجه أيضا تراجعا اقتصاديا. ومع ذلك، تتجه فرنسا، جارة ألمانيا،.. نحو التعافي وتوقعت المفوضية الأوروبية أن يكون لديها معدل نمو يصل إلى 1% في عام 2023.
وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي ككل، فإن المفوضية تتوقع حاليا نموا بنسبة 0.8%،.. مما يجعل ألمانيا تأتي دون معدل النمو المتوقع في الاتحاد.
وعلى الرغم من هذا التراجع المتوقع في عام 2023، إلا أن الاقتصاديين متفائلين بأن الاقتصاد الألماني سيشهد تعافيا في عام 2024، حيث بدأت معدلات التضخم في الانخفاض بالفعل.
وشهدت الأجور ارتفاعا، وبدأت أسعار الطاقة في الانخفاض، والمصنعون قد تحملوا بعض التكاليف الزائدة، وفقا لتوقعات الاقتصاديين. ويتوقعون نموا معتدلا بنسبة 1.3% في العام المقبل. ومع ذلك، يجدر الإشارة إلى أن “إمكانية النمو ستنخفض بشكل كبير على المدى المتوسط” نظرا لانخفاض عدد السكان العاملين في ألمانيا.