في خطوة مفاجئة من داخل الكونغرس الأمريكي، تقدم النائب الجمهوري جو ويلسون، عن ولاية كارولاينا الجنوبية، بمقترح تشريعي جديد يهدف إلى تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي، وهو المشروع الذي يحمل عنوان “قانون تصنيف البوليساريو تنظيما إرهابيا”، ويضع نصب عينيه فرض عقوبات مباشرة على كل من يدعم أو يمول هذا الكيان.
الوثيقة الرسمية التي وقعت باسم ويلسون، وتعد واحدة من أخطر المبادرات التشريعية في واشنطن بخصوص ملف الصحراء المغربية، تؤكد أن جبهة البوليساريو، التي تأسست سنة 1973، لا تعدو أن تكون كيانا انفصاليا مسلحا ينشط في منطقة الساحل والصحراء، ويهدد الاستقرار الإقليمي، بل يشكل أيضا مصدر قلق حقيقي للمصالح الاستراتيجية الأمريكية في شمال إفريقيا.

المشروع الجديد، الذي يحمل طابعا قانونيا صارما، يفتح الباب أمام إدراج البوليساريو على لائحة التنظيمات الإرهابية، ويلزم السلطات الأمريكية باتخاذ تدابير عقابية تجاه أي جهة تسهم في دعم أنشطة هذه الجبهة، سواء عبر التمويل أو التحالف أو التنسيق العملياتي.
ويعد هذا التحرك تتويجا لمسار طويل من الاتهامات التي لاحقت الجبهة، خاصة بعد تقارير استخباراتية دولية أظهرت تنامي ارتباطها بكيانات مسلحة تنشط في منطقة الساحل، من بينها شبكات تهريب البشر والسلاح، بالإضافة إلى صلات مشبوهة مع جماعات متطرفة.
وقد يشكل هذا المقترح التشريعي تحولا استراتيجيا في تعاطي الولايات المتحدة مع نزاع الصحراء، حيث لم يسبق أن بلغ دعم واشنطن للموقف المغربي هذا المستوى من الوضوح. إذ من المرتقب أن ينعكس هذا التحول على طبيعة العلاقات الدبلوماسية في المنطقة، خصوصا مع الجزائر، التي تعد الحاضن الرئيسي للبوليساريو.
النائب جو ويلسون دعا من خلال مشروعه إلى إحالة القانون على اللجنة المختصة داخل مجلس النواب، حيث سيخضع لاحقا لمناقشات تفصيلية قبل أن يعرض على التصويت.
هذا التطور الجديد لا يمكن فصله عن التقدم الذي أحرزه المغرب دبلوماسيا خلال السنوات الأخيرة، بدعم من واشنطن وتنسيق مع شركاء إقليميين ودوليين، من أجل تكريس سيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية.