لم تمر سوى ساعات على افتتاح ساحة “فارو” المجاورة لـ”سور المعكازين” وسط طنجة، حتى بدأت صور العيوب البنيوية تنتشر على مواقع التواصل، لتتحول إلى قضية رأي عام دفعت والي الجهة إلى التحرك الفوري.
في خطوة حاسمة، قرر والي جهة طنجة تطوان الحسيمة إعفاء المهندس المشرف على المشروع من مهامه، بعد أن كشفت المعاينات التقنية وجود اختلالات كبيرة في الأشغال رغم حداثة انتهاء الورش.
مصادر مطلعة كشفت أن اجتماعات طارئة عقدت في مقر الولاية، ضمت تقنيين ومسؤولين كبارا، بهدف تشخيص أسباب فشل المشروع، خصوصا وأن الموقع يعد من أهم معالم المدينة ويقع في قلبها النابض.
القرار لم يتوقف عند الإعفاء، بل تقرر إغلاق الساحة من جديد، مع الشروع في إعادة تهيئتها اعتمادا على تصميم جديد أكثر انسجاما مع طابع المدينة، ويتضمن رمزية فنية وتاريخية تعكس هوية طنجة.
زيارة مفاجئة قام بها الوالي إلى الموقع، وقفت على حجم الخلل في الأرضية، ما جعله يعبر عن غضبه الصريح تجاه الشركة المنفذة، متحدثا عن تقصير لا يليق بمدينة ذات إشعاع سياحي وثقافي.
اللجنة التقنية الجديدة، التي أوفدتها الولاية، ستتولى مراقبة الورش خطوة بخطوة، مع ضمان احترام معايير الجودة، قبل السماح بإعادة فتح الساحة أمام العموم، في محاولة لتدارك الهفوات السابقة التي كلفت ميزانية وجهدًا كان بالإمكان تفادي ضياعه.