تتواصل فصول قضية الطفل محمد بويسلخن، المعروف إعلاميا بـ “محمد إينو” أو “الراعي الصغير”، بعدما قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالرشيدية تحديد يوم 13 نونبر 2025 موعدا لجلسة جديدة، سيتم خلالها الاستماع إلى شاهدين إضافيين، في وقت ما تزال نتائج التشريح الطبي قيد الدراسة من طرف لجنة طبية ثلاثية بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء.
وجاء هذا التطور بعد أن تم استخراج جثة الطفل، البالغ من العمر 15 سنة، يوم الأربعاء الماضي من مقبرة أغبالو بإقليم ميدلت، وذلك بناء على موافقة قاضي التحقيق على الملتمس المقدم لإجراء خبرة دقيقة لتحديد ما إذا كانت الجثة تحمل آثار تعذيب أو عنف جسدي.
الطفل محمدينو، الذي كان يشتغل راعيا للغنم بدوار آيت زعرور بجماعة أغبالو اسردان، توفي في ظروف غامضة قبل أشهر، ما أثار شكوك أسرته وعدد من الفاعلين الحقوقيين حول ملابسات وفاته، ودفعهم إلى المطالبة بإعادة فتح التحقيق وإخضاع الجثة للتشريح الطبي من أجل كشف الحقيقة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد الضغط الحقوقي والإعلامي حول الملف، خاصة بعد أن أعلنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان انضمامها إلى جهود الأسرة، مطالبة بـ محاكمة عادلة وسريعة وإنصاف العائلة، كما شارك عدد من الحقوقيين في اعتصام ومبيت ليلي أمام محكمة الاستئناف بالرشيدية يوم 5 شتنبر الماضي، في خطوة رمزية للضغط من أجل تسريع مسار العدالة.
القضية، التي هزت الرأي العام المحلي والوطني، باتت اليوم اختبارا حقيقيا لآليات العدالة الجنائية بالمغرب، خصوصا مع تمسك الأسرة بمعرفة الأسباب الحقيقية وراء وفاة ابنها، في حين ينتظر الشارع المغربي نتائج الخبرة الطبية الثلاثية التي من شأنها أن تضع حدا للغموض الذي يلف هذا الملف المؤلم.


