مراكش، المغرب – في رسالة سامية وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في اجتماعات مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تعقد في مدينة مراكش بين 9 و15 أكتوبر 2023، أكد جلالته على أهمية دور المغرب كبلد مضيف لهذه الاجتماعات. وقال الملك إن احتضان المغرب لهذه الفعالية الدولية يعكس التزام المملكة بدورها في تعزيز العلاقات الدولية.
وأشار الملك محمد السادس إلى العلاقات الوثيقة التي تربط المغرب بمؤسسات بريتون وودز،.. مشددا على أن احتضان البلاد لهذه الاجتماعات يعكس الثقة في البنية التحتية والإطار المؤسساتي للمملكة،.. والتزامها بدور بارز في تعزيز العلاقات الدولية.
وأكد الملك محمد السادس أن المغرب يتبنى مقاربة تشجع على الانفتاح الاقتصادي والتعاون الدولي. وشدد على تفاني المملكة في المشاركة في العديد من الخطط والبرامج العالمية، سواء في ميدان التنمية الاقتصادية أو مكافحة التغيرات المناخية أو مكافحة الإرهاب وتصفية الأموال. كما أشار إلى التحديات الناجمة عن تزايد التهديدات السيبرانية نتيجة للثورة الرقمية.
على الصعيد الوطني، أوضح الملك أن المغرب قام بإطلاق سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى،.. وبدأ في تنفيذ برنامج ضخم لتطوير البنية التحتية. وتهدف هذه الإصلاحات والمشاريع الكبرى إلى تعزيز التنمية المستدامة في المغرب والمحافظة على التوازنات الاقتصادية الأساسية التي تضمن استدامة النمو والاستقرار.
الملك يبرز في مراكش قوة المغرب في التكيف والصمود
أكد جلالته على أهمية التوجيه المتوازن للسياسة الاقتصادية التي تخدم التنمية البشرية. وأشار الملك إلى أن المملكة جعلت هذه الأولوية جزء لا يتجزأ من أجندتها منذ بداية حكمه،.. وأنها أكدت على هذا التفاني خلال تأثير جائحة كوفيد-19. وأوضح جلالته أن المغرب شرع في تنفيذ مجموعة من الورش العملية لتعزيز الحماية الاجتماعية في البلاد. وأعلن الملك عن رؤية واضحة حققت تقدما ملموسا نتيجة للإجراءات التي اتخذها المغرب.
وشدد الملك محمد السادس على قوة الاقتصاد الوطني وقدرته على التكيف والصمود في ظل التحديات العالمية والصدمات التي شهدها السياق الدولي في السنوات الأخيرة. وأوضح أن هذه الصدمات كانت خارجة عن الإطار المعتاد والمألوف.
وأضاف الملك أن المغرب نجح في تعزيز مكانته كدولة تعتز بالسلام والاستقرار، وتحمل الجاهزية لأداء دور ذو مصداقية،.. ويصبح مركزا اقتصاديا وماليا في المستوى الإقليمي والقاري. كما أكد على أن رؤية التنمية الملكية تقوم على أسس قوية تتمثل في التاريخ العريق للمغرب ومكانته كجسر بين إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.
وفي هذا السياق، رحب الملك بانعقاد المنتدى البارز مجددا في إفريقيا بعد نصف قرن من الانقطاع،.. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد عقدين من المؤتمر الذي عقد في دبي عام 2003. وأعرب عن تقديره للمشاركين والدول والهيئات التي أبدت دعمها للمغرب خاصة في هذه المرحلة التي تعيشها البلاد بعد الزلزال المؤلم الذي أثر عليها، خصوصا في مرحلة إعادة الإعمار. وأشاد بمشاعر الصداقة والثقة التي عبر عنها الحضور بمدينة مراكش.