الأكثر مشاهدة

مغاربة في بلجيكا يختارون العودة إلى المغرب.. لماذا؟

يشهد المجتمع البلجيكي ظاهرة متنامية تتمثل في عودة مغاربة بلجيكا إلى وطن أجدادهم، بحثا عن فرص جديدة وتطورات مهنية. هذه الظاهرة التي كانت تعد سابقا استثنائية وغريبة، باتت الآن واقعا متزايدا. فحكيمة مؤمن، مواطنة بلجيكية من الجيل الثالث، تروي تجربتها بوضوح، مشيرة إلى كيف أصبح التفكير في العودة إلى المغرب خيارا محتملا لعدد متزايد من البلجيكيين المغاربة.

العودة إلى الجذور: مغاربة بلجيكا يبنون مستقبلهم في المغرب

تشير حكيمة إلى أن جيلها كان يشهد قصصا مشابهة قبل عقد من الزمن ولكن بنظرة مندهشة. فقد كان قرار العودة إلى المغرب آنذاك يعتبر ضربا من الجنون. أما اليوم، فقد تغيرت العقليات بشكل كبير، وباتت مثل هذه الخيارات محل نقاش بين العائلات والأصدقاء. حكيمة، التي استقرت في مراكش كمستشارة في التغذية والتنمية الشخصية، تشعر بأنها وجدت في المغرب حرية وإنسانية افتقدتها في بلجيكا.

مروان التوالي، الذي غادر بلجيكا قبل حوالي 15 عاما واستقر في الرباط، يشهد أيضا على هذا التحول الكبير. فقد أسس مكتب استشاري ناجح في المغرب وشهد التقدم السريع الذي حققته المملكة على مدار الأعوام الماضية. ويؤكد مروان أن المغرب اليوم يوفر العديد من الفرص، ما يجذب المزيد من البلجيكيين المغاربة إلى مدنه الكبرى، مثل الرباط ومراكش، حيث يمكنهم تأسيس أعمال جديدة والاستفادة من بيئة تجارية متنامية.

إقرأ أيضا: نحن نختنق في فرنسا: هجرة عكسية للكفاءات المسلمة

لكن هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على الفرص الاقتصادية. جيريمي ماندين، الباحث في جامعة لييج، يوضح أن العديد من البلجيكيين المغاربة يشعرون بأن بلجيكا لم تعد توفر لهم الفرص التي كانوا يحلمون بها. فالشباب، خصوصا من ينتمون إلى أقليات، يواجهون تحديات التمييز المهني وسقفا زجاجيا يحد من تطلعاتهم. ولذلك، يختارون العودة إلى المغرب حيث يجدون إمكانيات جديدة وآفاقا أكثر انفتاحا.

هذا الاتجاه، الذي يبدو أنه في تزايد مستمر، لا يعني بالضرورة قطع العلاقة مع بلجيكا. بل إن العديد ممن قرروا العودة لا يزالون يحتفظون بارتباط قوي بوطنهم الثاني، حيث نشأوا وتعلموا. ولكن مع استمرار تقدم المغرب وتطوره، تتزايد احتمالات تحول هذه العودة إلى ظاهرة أكبر، مما قد يدفع بلجيكا إلى إعادة التفكير في سياساتها الاقتصادية والاجتماعية لضمان بقاء مواهبها.

وفي الوقت نفسه، يبدو أن الحكومة المغربية واعية تماما لهذا التطور وتستغل قوتها الناعمة لتعزيز هذه العودة، مستغلة أيضا لحظات الفخر الوطني، مثل إنجازات المنتخب المغربي في كأس العالم 2022، لتعزيز الروابط الوطنية والدفع بهذا الاتجاه.

مقالات ذات صلة