أعادت مكتبة “باب آنفا” بالدار البيضاء فتح أبوابها بعد عملية تجديد شاملة، مضفية لمسة جمالية تبرز أجواء أكثر ترحيبا وراحة لعشاق الكتب. وأصبح الفضاء، الذي كان مزدحما برفوف الكتب سابقا، منظما ومهيأ ليكون ملتقى للأدب والفكر، حيث يعزز التفاعل الثقافي وتبادل الأفكار بين الزوار.
في لحظة مؤثرة، عبرت أمينة عالمي مصنوي، مؤسسة المكتبة، عن سعادتها برؤية عملاء يعودون لزيارة المكتبة التي كانوا يرتادونها في طفولتهم، ليجددوا عهدهم بها كبالغين، مسترجعين ذكرياتهم الأدبية الغنية.
وفي كلمة شكر ألقتها خلال الحفل، وجهت أمينة تقديرها الخاص لوفاء الصفروي، التي كانت جزءا من المشروع في بداياته، وإلى روح زوجها الراحل وابنها الذين شكلوا دعما أساسيا للمشروع. كما شهد الحدث مداخلات من الكاتبين الشهيرين طاهر بنجلون وراشيد بنزين، الذين أعربا عن دعمهما اللامحدود لهذه المكتبة الرائدة.
رحلة البداية لمكتبة “باب آنفا”: من حلم إلى واقع
انطلقت فكرة إنشاء المكتبة في عام 2001 بدافع من شغف أمينة بالأدب. رغم صعوبات التمويل واعتراض البنوك التي لم تر المشروع واعدا، نجحت أمينة وشريكتها في تمويل المكتبة بمجهود ذاتي ودعم من العائلة والموردين. وبفضل هذا العزم، بدأت المكتبة متواضعة، لتصبح اليوم منارة أدبية يقصدها محبو القراءة من مختلف أنحاء المدينة.
لإثراء تجربة المكتبة، بدأت أمينة بتنظيم لقاءات أدبية مع مؤلفين مغاربة ودوليين،.. حيث شهدت هذه اللقاءات نجاحا كبيرا وجذبت جمهورا متنوعا. رغم التحديات، قررت أمينة الاستمرار بتنظيم الفعاليات بمجهود شخصي،.. مما أكسب المكتبة مكانة مرموقة في المشهد الثقافي.
خصصت المكتبة طابقها العلوي للأطفال والشباب، حيث يتم التخطيط لإطلاق ورش وأنشطة تشجع على القراءة. كما تعتبر أمينة من السباقات في تنظيم معارض للكتاب الخاص بالأطفال،.. حيث تمكنت من توزيع آلاف الكتب مجانا في إطار مبادراتها لدعم التعليم والقراءة.
وتستعد مكتبة “باب آنفا” لاستقبال المزيد من الفعاليات الثقافية،.. من ضمنها ندوة كبرى تنظم يوم 16 دجنبر بمعهد الثقافة الفرنسي في الدار البيضاء، تجمع خبراء من مختلف الدول. هذه الديناميكية الجديدة تؤكد أن المكتبة ليست فقط مكانا لبيع الكتب،.. بل فضاء حيا يعزز الثقافة المحلية ويرتقي بالمشهد الأدبي في المدينة.