تسللت موجة الغلاء بهدوء مؤلم إلى أسواق الدار البيضاء، صباح السبت، لتلقي بظلالها الثقيلة على جيوب المواطنين العائدين بأحلام العيد وسلال الأمل. في أزقة المدينة الصاخبة، حيث كانت الخضر يوما عنوانا للوفرة، باتت الآن حديث كل بيت، وهما يثقل كاهل الأسر التي تنتظر لحظة الفرح عشية عيد الفطر.
فجأة، ودون إنذار، ارتفعت أسعار الخضر بشكل صادم في معظم الأسواق، لتتحول عربات الطماطم والبصل والخيار إلى مسرح للسخط الشعبي، وسط تبريرات الباعة بزيادة الإقبال وتوقف الأسواق المرتقب خلال عطلة العيد.
في تصريح لجريدة “آنفا نيوز”، أوضح أحد الباعة أن سعر الطماطم بلغ 6 دراهم للكيلوغرام،.. في حين قفز البصل الأحمر إلى 10 دراهم، ورافقه “الخضاري” بسعر 7 دراهم. أما الفلفل فبلغ 8 دراهم، والخيار استقر عند 5 دراهم، بينما لامس الليمون سقف 7 دراهم.
الأسواق التي كانت تعج بالضجيج صارت تغلي بغضب صامت،.. بينما يحاول المواطن أن يوازن بين ضروراته اليومية ومصاريف العيد،.. في ظل موجة غلاء تستبق فرحة لا تأتي دون طعام على المائدة.
البيع والشراء لم يعودا مجرد تبادل نقود وخضار، بل صارت كل درهم يدفع جزءا من تعب المواطن وهمومه. ومع ذلك، يحمل الباعة وعودا بانفراج وشيك بعد العيد،.. بفضل الأمطار الأخيرة التي أنعشت التربة ورفعت الأمل في محاصيل أفضل.
وإلى حينها، تظل جيوب البيضاويين تستنجد برحمة السوق،.. بينما يراهنون على فرحة العيد لتنسيهم قليلا مرارة الأسعار.