الأكثر مشاهدة

إدريس لشكر… الأمين العام مدى الحياة؟ الاتحاد الاشتراكي يدخل مرحلة “الولاية الرابعة بلا نهاية”

مرة أخرى، يثبت إدريس لشكر أن البقاء في القيادة مهارة لا يتقنها إلا القليلون، وأن “التناوب” في الاتحاد الاشتراكي هو مجرد فكرة رومانسية تصلح للخطابات لا للتطبيق. فقد تمكن الرجل من تحقيق ما يشبه المعجزة السياسية بإعادة انتخابه أمينا عاما للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لولاية رابعة، خلال المؤتمر الوطني الثاني عشر المنعقد في بوزنيقة، وكأنه يقول لمن يشكك في “تجديد الدماء”: من قال إن الدم لا يمكن أن يعاد تدويره؟

الحدث، الذي حمل شعار “مغرب صاعد اقتصاديا واجتماعيا ومؤسساتيا”، بدا وكأنه “مؤتمر لتثبيت الكراسي” أكثر منه مناسبة للنقاش الفكري أو التنظيمي. فقبل التصويت، تم تمرير تعديل “ذكي” على النظام الأساسي للحزب، يفتح الباب أمام الولاية الرابعة، وربما الخامسة والسادسة، طالما أن “إرادة المناضلين” – حسب البيان الرسمي – تطالب بذلك. إرادة يبدو أنها تشبه “الإجماع” الذي لا يكسر إلا بالتصفيق.

وحسب الحزب، فإن إعادة انتخاب لشكر جاءت “تقديرا لمساره الاستثنائي” في قيادة الحزب منذ 2012، وهي فترة شهدت خلالها الوردة تقلصا في عدد مقاعدها الانتخابية، وتراجعا في تأثيرها النقابي، لكن ذلك لم يمنع “القيادة الحكيمة” من التمديد لنفسها، في مشهد يعيد للأذهان أحزابا كانت تفتخر بأنها “خالدة إلى الأبد”.

- Ad -

ولأن الخطاب الرسمي لا يخلو من الشعر السياسي، فقد برر المؤتمرون هذا التجديد المتواصل بضرورة “توحيد الصفوف استعدادا للاستحقاقات المقبلة”، وكأنهم يقولون: لا يمكن مواجهة المستقبل إلا بنفس الأدوات التي تعبت من الماضي.

ولأن السخرية لا تكتمل إلا ببعض الجد، فقد حرص لشكر في كلمته الافتتاحية على التذكير بأن الاتحاد الاشتراكي “حافظ على حضوره في زمن تراجع التيارات التقدمية عالميا”، وهي جملة صحيحة جزئيا، لأن الحزب فعلا حافظ على حضوره… في صورة لشكر نفسه.

هكذا، يبدو أن الولاية الرابعة لن تكون سوى محطة جديدة في رحلة “الزعيم الأبدي”، الذي نجح في تحويل الاتحاد من حزب يطالب بالتناوب على السلطة، إلى نموذج في الاستمرارية داخل التنظيم الواحد.

الاشتراكية تغيرت، الديمقراطية تطورت، لكن إدريس لشكر باق كما هو… ماركة حزبية مسجلة باسم الولاية الدائمة.

مقالات ذات صلة