الأكثر مشاهدة

الإنترنت ينهار في إسبانيا والمواطنون في عزلة رقمية

في ساعة كان يفترض أن يبدأ فيها اليوم الإسباني على إيقاع النقر على الشاشات وتدفق الإشارات الرقمية، استفاق الملايين، صباح الثلاثاء، على صمت إلكتروني مطبق: لا إنترنت، لا مكالمات، لا بيانات. فقط الفراغ.

الساعة تشير إلى الخامسة صباحا، العطل أصاب شبكات الاتصالات الكبرى: “موفيستار”، “أورانج”، “فودافون”، “ديجي موبيل”،.. وحتى “O2” لم تسلم. الانقطاع لم يكن انتقائيا، بل شاملا، وبلغ حد الشلل، ليعيد مشاهد الانقطاع الكهربائي الكارثي الذي شهدته البلاد قبل أسابيع، حين خيم الظلام على إسبانيا وأجزاء من البرتغال وفرنسا، وعلقت العمليات في المستشفيات وتوقفت عجلات النقل.

ترقية تحولت إلى كارثة

بحسب صحيفة لاراثون،.. فإن مصدر العطل ليس هجوما إلكترونيا خارجيا ولا “خللا تقنيا غير متوقع”، بل نتيجة مباشرة لأعمال ترقية للبنية التحتية الرقمية نفذتها “تليفونيكا”، عملاق الاتصالات الإسباني. الترقية التي كان يفترض أن تحسن الأداء وتعزز مناعة الشبكات، فتحت الباب على مصراعيه أمام فوضى رقمية شلت قطاعات واسعة من الحياة اليومية.

- Ad -

متحدث باسم الشركة أقر بالخلل،.. وأكد أن فرق الطوارئ تعمل “بأقصى سرعة” لإعادة الأمور إلى نصابها. لكن في الواقع، كانت الفوضى أسرع.

الاعتماد الكامل… والثغرة الخطيرة

الواقعة، وإن كانت تقنية في ظاهرها،.. تكشف هشاشة ما يسمى بـ”الدولة الرقمية”، وتعيد طرح السؤال الجوهري: ماذا لو اختفت الإشارات؟ ماذا لو سقطت أعمدة الاتصال فجأة، في وقت أصبح فيه كل شيء – من الصحة إلى التعليم، من التنقل إلى الأمن – رهينة للشبكات؟

الصحافة البريطانية،.. وفي مقدمتها ديلي ميل، تابعت الحادث باهتمام، مؤكدة أن بعض المناطق، مثل أراغون، استعادت خدماتها تدريجيا،.. بينما لا تزال مناطق أخرى مثل الأندلس والباسك تعيش على إيقاع انقطاع شبه تام.

مقالات ذات صلة