الأكثر مشاهدة

الجزيرة تقول “أسلحة إسرائيلية في طنجة”.. ثم تنفي! فشل إعلامي أم استهداف ممنهج؟

مرة أخرى، تسقط قناة “الجزيرة” في فخ صنعته بنفسها. هذه المرة، جاء الزلزال من الشمال المغربي، حين زعمت – بكل ثقة إعلامية – أن سفينة محملة بمعدات عسكرية لإسرائيل عبرت ميناء طنجة المتوسط. رواية مثيرة؟ نعم. دقيقة؟ إطلاقا. فما لبثت أن انقلبت القصة على صانعيها، بعد أن خرجت شركة MAERSK العالمية للشحن، لتكذب الخبر جملة وتفصيلا، وتكشف أن لا سلاح، ولا شحنة، ولا حتى ظل طائرة.

لكن، مهلا… الخطأ المهني وارد، أليس كذلك؟ ربما. لكن عندما يتكرر الخطأ بنفس الاتجاه، وتستهدف نفس الدولة، وتوظف نفس الأساليب، فهنا لا نتحدث عن زلة مهنية، بل عن نزعة منهجية تسكن أعماق غرفة التحرير في “الجزيرة”.

ميناء طنجة المتوسط، الذي تحول في ظرف سنوات قليلة إلى جوهرة لوجستية تغري كبريات الشركات العالمية، صار فجأة تحت مجهر الاشتباه. لا لشيء سوى أنه مغربي. كيف لقناة تعرف نفسها بأنها “صوت المستضعفين”، أن تترك الموانئ التي تمرر فعلا الأسلحة نحو الحروب، لتقفز على طنجة، وتوجه لها تهمة باطلة على أساس تقرير هزيل وتلميحات مغرضة؟

- Ad -

فلسطين والمغرب.. حين تتقاطع الأجندات مع التضليل الإعلامي

الجواب ليس في الميناء، بل في العقل التحريري الذي انتقى هدفه بعناية. فحين تنسجم سياسات دولة ما مع توجهات جماعات لا تحظى برضا صناع القرار في “الجزيرة”، فإن المنبر يتحول من قناة أخبار إلى أداة تصفية حسابات مغلفة بالهم الفلسطيني.

لا خلاف أن غزة تنزف. ولا جدال في أن الاحتلال يرتكب فظائع يومية. لكن متى أصبحت معاناة أهل غزة غطاء لترويج الأكاذيب؟ ومن نصب “الجزيرة” حكما يقسم الشعوب إلى مقاومة وموالاة، حسب مزاجها السياسي؟

القناة التي أغفلت عمدا التغطية الحقيقية للمسيرات الشعبية العارمة في المغرب، خرجت لتلمح أن ميناء مغربيا يخدم الاحتلال. ولم تذكر، مثلا، أن المغرب كان من أوائل الدول التي أرسلت مساعدات إنسانية لغزة، وبشكل مباشر، دون وسطاء ولا كاميرات استعراضية.

أكثر ما يحزن في القصة،.. أنها ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة. إذ أن “الجزيرة”،.. بتناقضاتها المكشوفة، تظهر ازدواجية فاقعة: تغطي مسيرة في بلد وتغض الطرف عن مثلها في بلد آخر. تكبر صوت القضايا حين تخدم خطابا معينا، وتصمت حين يصطدم الحدث بمصالح أعمق من التحرير.

بل إن تصريحات حمد بن جاسم،.. الوزير القطري الأسبق، عن دفع رواتب للصحفيين وتوجيه الإعلام، لم تثر ضجة كما ينبغي. والسبب بسيط: كثيرون يدركون أن “الحياد التحريري” شعار جميل… لكنه لا يسكن هنا.

مقالات ذات صلة