انطلقت في العاصمة الاقتصادية للمملكة فعاليات الدورة التاسعة لملتقى “المدينة الذكية للدار البيضاء 2025″، الذي ينعقد هذه السنة تحت الرعاية الملكية السامية، رافعا شعارا طموحا: “مدن ذكية من الجيل الجديد: الابتكار من أجل حاضرة مستدامة وشاملة”. هذا الحدث شكل فرصة استراتيجية للنقاش حول سبل تكييف المدينة مع تحديات المستقبل، من خلال إدماج الذكاء الحضري في السياسات التنموية.
وشهد الملتقى مداخلات وازنة لعدد من المسؤولين، في مقدمتهم عبد اللطيف معزوز، رئيس جهة الدار البيضاء-سطات، الذي أكد أن المدن الذكية ليست ترفا تكنولوجيا، بل ضرورة استراتيجية تفرضها التحولات الكبرى التي يشهدها العالم، سواء على مستوى البيئة أو الديمغرافيا أو الاقتصاد.
من جهتها، شددت نبيلة الرميلي، رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، على أهمية تعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين المحليين والمؤسساتيين، معتبرة أن بناء مدينة مترابطة ومستدامة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال انخراط فعلي للمواطنين في صنع القرار وتبني حلول رقمية فعالة.
إقرأ أيضا: الدار البيضاء تتراجع 5 مراتب في تصنيف المدن العالمية وتغيب عن قائمة المدن الذكية
أما في ما يخص دور الجامعات، فقد سلط الحسين أزدوك، رئيس جامعة الحسن الثاني، الضوء على مسؤولية التعليم العالي في تكوين الكفاءات وتأطير الأبحاث المرتبطة بالتحول الحضري. وفي السياق نفسه، دعا هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، إلى تحويل الجامعات المغربية إلى منصات للابتكار المفتوح ومختبرات حية لإنتاج الحلول الذكية التي تستجيب لاحتياجات السكان.
ويتميز الملتقى بتنظيم فضاءات مخصصة للابتكار المحلي والمقاولات الناشئة، بالإضافة إلى ندوات وورشات عمل تسلط الضوء على التقاطعات بين التكنولوجيا والحكامة والمجتمع، في أفق بلورة مقاربة شاملة تضع الإنسان في صلب التحول الرقمي.
الملتقى، بما يحمله من طموح، يعكس إرادة جماعية لجعل الدار البيضاء نموذجا مغربيا رائدا في مجال المدن الذكية، وربما أول مدينة ذكية شاملة في القارة الإفريقية، إذا ما تم تحويل الأفكار المطروحة إلى سياسات عملية وميزانيات فعلية.