في الوقت الذي تتقلب فيه مواسم الأرض بين عطائها وجفافها، يثبت “الماندرين” المغربي أن الحمضيات قادرة على شق طريقها بثبات في الأسواق العالمية، رغم التحديات المناخية والمنافسة الشرسة.
فبحسب ما كشفته منصة “إيست فروت” المتخصصة في البيانات الفلاحية، فإن إنتاج المغرب من هذه الفاكهة خلال الموسم الحالي مرشح لبلوغ 1.1 مليون طن، مسجلا بذلك ارتفاعا بنسبة 16٪ مقارنة بالموسم الماضي.
من الانكماش إلى الانتعاش: أرقام لا تكذب
بعد نكسة 2022 التي هبطت فيها مؤشرات التصدير إلى مستويات مقلقة،.. جاء موسم 2024 ليعيد للماندرين المغربي بريقه،.. حيث بلغت الصادرات بين يوليوز 2024 وفبراير 2025 نحو 436 ألف طن، بقيمة 369 مليون دولار، أي زيادة بنسبة 13.3٪ مقارنة بنفس الفترة من الموسم السابق.
ويتوقع مراقبون أن تتجاوز صادرات الموسم الحالي عتبة 500 ألف طن،.. في وقت تتسع فيه رقعة الزبناء وتزدهر فيه شهية الأسواق الدولية للنكهة المغربية.
وجهات التصدير: ثمار المغرب تتحدث لغات كثيرة
روسيا، والولايات المتحدة، وكندا، تواصل تربعها على عرش الزبائن الأوفياء للماندرين المغربي، وهي تمثل مجتمعة نصف حجم الصادرات.
- موسكو، وحدها، استوردت أكثر من 88 ألف طن، بزيادة 11.6٪.
- كندا رفعت وارداتها إلى 65 ألف طن، أي نمو بنسبة 8٪.
أما أوروبا، فلا تزال تستقبل المزيد، حيث تسجل فرنسا، وهولندا، والمملكة المتحدة أرقامًا تصاعدية، بينما ألمانيا، وجنوب إفريقيا، وليتوانيا، وغينيا، والبرازيل، وبلجيكا، بدأت تفتح أبوابا جديدة أمام هذه الفاكهة المغربية.
بين العطش والعبور: التحديات قائمة
لكن لا طريق للتوسع دون مطبات. فالمنصة الفلاحية ذاتها تُحذر من تحديات جيوزراعية حقيقية، أبرزها:
- منافسة قوية من دول كـ إسبانيا وتركيا، مما يفرض على المغرب الاستمرار في تحسين الجودة وسلاسة الخدمات اللوجستية.
- تغير المناخ، الذي بات يهدد المحاصيل، خاصة بعد موجات الجفاف والطقس القاسي ما بين 2022 و2023، والتي خلفت أثرًا واضحًا في حجم الإنتاج.