الأكثر مشاهدة

انخفاض البطالة في المغرب بـ 0.4 نقطة.. مع تباين حاد بين المدن والقرى

كشفت المندوبية السامية للتخطيط، في مذكرة حديثة حول وضعية سوق الشغل بالمغرب، عن مؤشرات متباينة تبرز مفارقة لافتة بين تراجع البطالة إجمالا وارتفاعها بشكل مقلق وسط فئة الشباب.

فقد تراجع عدد العاطلين عن العمل على المستوى الوطني بـ15 ألف شخص خلال الفصل الأول من سنة 2025 مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، لينخفض العدد الإجمالي من 1.645.000 إلى 1.630.000 عاطل، أي بانخفاض قدره 1%.

ويعزى هذا التراجع إلى انخفاض البطالة في الوسط الحضري بـ40 ألف شخص، في مقابل ارتفاعها بـ25 ألفا في الوسط القروي، ما يكشف عن تفاوت مجالي في دينامية سوق الشغل.

- Ad -

أما معدل البطالة فقد سجل بدوره تراجعا طفيفا بـ0.4 نقطة، حيث انتقل من 13.7% إلى 13.3%. هذا التحسن توزع بين المدن، حيث انخفض المعدل من 17.6% إلى 16.6%، وبين القرى التي عرفت ارتفاعا من 6.8% إلى 7.3%.

ارتفاع بطالة الشباب إلى 37.7%

من حيث النوع الاجتماعي، انخفض معدل البطالة في صفوف الرجال من 12% إلى 11.5%، وفي صفوف النساء من 20.1% إلى 19.9%. لكن التراجع لم يكن كافيا لتبديد قلق متزايد بشأن بطالة الشباب، خصوصا الفئة العمرية بين 15 و24 سنة، التي شهدت ارتفاعا بمعدل 1.8 نقطة ليصل إلى 37.7% مقارنة بـ35.9% العام الماضي.

في المقابل، عرف معدل البطالة تراجعا في باقي الفئات العمرية:

  • من 22% إلى 21.2% لدى من تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة.
  • من 8% إلى 7.5% في فئة 35 إلى 44 سنة.
  • من 4.5% إلى 3.9% للفئة العمرية التي تفوق 45 سنة.

وعلى صعيد المؤهلات، انخفض معدل البطالة وسط حاملي الشهادات من 20.3% إلى 19.4%، مع تسجيل أكبر انخفاض لدى:

  • حاملي شهادات التقنيين والأطر المتوسطة (منخفض بـ3.9 نقاط إلى 24%)
  • الحاصلين على شهادات التأهيل المهني (منخفض بـ3.6 نقاط إلى 21.9%)

من ناحية فرص الشغل، عرف قطاع الخدمات خلق أكبر عدد من المناصب الجديدة بإجمالي 216 ألف منصب (156 ألفا في المدن و60 ألفا في القرى)، توزعت بين الخدمات الاجتماعية (74 ألفا)، الأنشطة التقنية والعقارية (66 ألفا)، والتجارة (48 ألفا).

كما أحدث قطاع الصناعة حوالي 83 ألف منصب، وقطاع البناء 52 ألفا، مقابل فقدان قطاع الفلاحة والغابة والصيد لـ72 ألف منصب شغل، وهو ما يمثل تراجعا بـ3% في هذا المجال الحيوي.

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية جزئيا، فإن القلق ما زال قائما حول هشاشة الفرص المقدمة للشباب، وغياب حلول بنيوية توقف النزيف المتواصل في بعض القطاعات، وعلى رأسها الفلاحة، في ظل تحديات مناخية واقتصادية متزايدة.

مقالات ذات صلة