الأكثر مشاهدة

براءة اختراع بـ 45 يورو: “ناضوركوت” المغربية التي تدفع إسبانيا رسوم ملكيتها حتى عام 2029

على مدى ما يقرب من عقدين، حولت الماندرين المغربية ناضوركوت (Nadorcott)، من مجرد فاكهة مهجنة في مختبرات المغرب إلى أحد أكثر أنواع الحمضيات ربحية في السوق الأوروبية. اليوم، لم تعد هذه الثمرة مجرد منتج فلاحي، بل أصبحت مصدر دخل مستمر للشركة المغربية المالكة لحقوقها، حتى في الأراضي الإسبانية نفسها.

تم تطوير ناضوركوت في مختبرات المعهد الوطني للبحث الزراعي (INRA) بالمغرب خلال عهد الملك الراحل الحسن الثاني، قبل أن تسجل رسميا في الاتحاد الأوروبي عام 2006 كـ«صنف نباتي محمي» باسم شركة Nadorcott Protection SARL. منذ ذلك الحين، تولت شركة Carpa Dorada SL إدارة حقوق الاستغلال في إسبانيا والبرتغال، بينما تراقب الجمعية الأوروبية للأصناف النباتية المحمية (CVVP) الالتزام بالقوانين، بما في ذلك دفع حقوق ملكية لكل شجرة تتراوح بين 7 و45 يورو، بالإضافة إلى رسم 0.01 يورو لكل كيلوغرام مسوَق.

اليوم، يزرع نحو 1.300 مزارع إسباني هذا الصنف في مناطق مثل فالنسيا، تاراغونا، مورسيا، والأندلس، بينما يتركز الإنتاج البرتغالي في منطقة بيجا. وتتراوح الحيازات الزراعية بين 60 شجرة فقط إلى أكثر من 30 ألف شجرة في بعض المزارع الكبيرة. ويستمر موسم جني الثمار من يناير إلى أبريل، مغطيا فترة كان السوق الأوروبي يعاني فيها من نقص المعروض.

- Ad -

في موسم 2024 وحده، بلغ إنتاج ناضوركوت في إسبانيا 249.907 طن، أي ما يعادل 14.39٪ من إجمالي إنتاج الحمضيات و34.16٪ من إنتاج الماندرين، فيما تم تسويق نحو 180.900 طن في الأسواق الأوروبية. بفضل إنتاجيته العالية، التي تتراوح بين 35 و55 طناً للهكتار، أصبحت ناضوركوت في صدارة سوق الماندرين، متفوقة على أصناف أوروبية تقليدية.

وليس المغرب وحده من يستفيد، بل تمتد حقوق الملكية إلى دول مثل جنوب إفريقيا، بيرو، ومصر، حيث تدفع جميعها رسوما للشركة المغربية المالكة، ما يحول الابتكار الزراعي إلى منجم اقتصادي حقيقي. ومع ذلك، ستنتهي حماية الصنف في الاتحاد الأوروبي في 31 ديسمبر 2029، ما يتيح لأي مزارع زراعته بحرية اعتبارا من 1 يناير 2030، مع استمرار حماية الأشجار المزروعة سابقا حتى نهايات إنتاجها، ربما حتى 2033.

من مختبر مغربي إلى الأسواق الأوروبية، ناضوركوت تمثل قصة نجاح فريدة تجمع بين الابتكار الزراعي والقوة الاقتصادية للمغرب، مؤكدة أن الفاكهة يمكن أن تتحول إلى أداة نفوذ اقتصادي وسياسي ناعم يمتد أثرها خارج الحدود.

عن تيل كيل بتصرف

مقالات ذات صلة