أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة خلال ندوة صحافية بالرباط أن المغرب يعارض بشدة “منطق مقدمي الدروس وأولئك الذين يلجؤون لابتزاز” بلدان الساحل، في إشارة واضحة إلى الجزائر. يأتي ذلك في سياق انضمام مالي والنيجر وبوركينا فاسو إلى مبادرة المغرب للولوج إلى المحيط الأطلسي،.. وهي المبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس في خطاب عيد المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر الماضي.
وأشار بوريطة،.. عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإقليمي والبوركينابيين بالخارج، كاراموكو جان – ماري تراوري، إلى أن المغرب يثق في قدرة بلدان الساحل على إيجاد الحلول الأمثل لمواجهة الوضع المعقد في المنطقة وإنجاح الانتقال الديمقراطي. وأضاف أن المملكة تعارض التدخل الأجنبي في شؤون هذه الدول، و”سياسات مقدمي الدروس وأولئك الذين يعتبرون أنه، بالنظر إلى الحدود التي تجمعهم ببلدان الساحل، بإمكانهم اللجوء إلى سياسة للابتزاز”.
بوريطة يكشف عن رؤية المغرب لتحقيق تنمية مستدامة في الساحل
وأكد بوريطة أن المغرب ملتزم بتقديم خبرته وتجربته لدعم بلدان الساحل في تحقيق طموحاتها وبرامجها التنموية. وشدد على أن المبادرة الملكية الرامية إلى تمكين بلدان الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي تأتي في هذا السياق،.. بهدف إعادة توجيه هذه الدول كأرض للتبادل والعبور.
وأشاد الوزير بتفاعل بلدان الساحل السريع والتلقائي مع هذه المبادرة، مؤكدا أن الهدف ليس تقديم مبادرة جاهزة، بل تمكين هذه الدول من تملكها وتطويرها بما يتناسب مع احتياجاتها. وأوضح أن الاجتماع الذي انعقد في دجنبر بمراكش ثم في الرباط مؤخرا كان بهدف بحث سبل تنفيذ هذه المبادرة بشكل مشترك.
وأشار بوريطة إلى أن الوقت قد حان لوضع الثقة في بلدان الساحل ومساعدتها على تطوير رؤيتها الخاصة، مؤكدا أنها تحتاج إلى شركاء وليس إلى أوصياء. وأوضح أن المغرب يتبنى هذا النهج في إطار علاقاته الثنائية مع كل من هذه البلدان وفي رؤيته للمنطقة بأكملها.
وشدد الوزير على الروابط التاريخية العميقة التي تجمع المغرب ببلدان الساحل،.. والتي تعززت بتبادل إنساني وروحي وديني مكثف، مما يجعل هذه العلاقة متينة ومتفردة.
إقرا أيضا :بوريطة: يدين الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ويطالب بحماية دولية
في السياق ذاته، كشف العدد الأخير للجريدة الرسمية للجزائر،.. المؤرخ في 31 دجنبر 2023،.. عن إقفال حسابات القروض الممنوحة للحكومات الأجنبية،.. بما في ذلك مالي والنيجر وبوركينا فاسو،.. وتحويل أرصدتها لحساب نتائج الخزينة. وتعتبر هذه الدول من المشاركين في اجتماع “الولوج إلى المحيط الأطلسي” بمراكش يوم 23 دجنبر الماضي.
تأتي هذه التطورات في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة ومحاولات بعض الدول فرض هيمنتها على المنطقة،.. مما يبرز أهمية التعاون البناء والشراكة الحقيقية التي يدعو إليها المغرب لدعم استقرار وتنمية منطقة الساحل.