الأكثر مشاهدة

دراسة: خفض ضغط الدم عن طريق خفض تناول الملح

أظهرت دراسة جديدة أن خطوة بسيطة يمكن أن تحدث تأثيرا كبيرا على ضغط الدم، حيث أفادت الدراسة بأن تقليل ملعقة صغيرة من الملح يوميا قد يخفض قراءة ضغط الـدم بنفس الفاعلية التي يحققها دواء ارتفاع ضغط الدم التقليدي، حتى إذا كنت لا تعاني من ارتفاع ضغط الدم.

تعد ملعقة صغيرة من الملح معادلة لحوالي 2300 ملليجرام، وهي الحد الأقصى اليومي الموصى به للأفراد الذين تتجاوز أعمارهم 14 عاما، وفقا لأحدث الإرشادات الغذائية الأمريكية. ومع ذلك، تنصح الجمعية الأمريكية للقلب بتناول أقل من 1500 ملليجرام من الصوديوم يوميا.

قادت الدراسة البروفيسورة نورينا ألين، أستاذة الطب الوقائي في كلية فاينبرج للطب بجامعة نورث وسترن، وأوضحت: “إن هذه الدراسة تعد الأولى التي تبين أن الأفراد الذين يستخدمون بالفعل أدوية ضغـط الدم قد يحققون تحسنا إضافيا في ضغط الـدم عند تقليل مستويات الصوديوم في نظامهم الغذائي”.

- Ad -

وأضافت ألين: “بغض النظر عن استخدام الدواء، وجدنا أن 70% إلى 75% من الأفراد قد يشهدون انخفاضا في ضغط الدم إذا قاموا بتخفيض مستويات الصوديوم في نظامهم الغذائي”. يبرز هذا البحث أهمية التدابير البسيطة في تحسين صحة القلب والتقليل من مخاطر ارتفاع ضـغط الدم.

ارتفاع ضغط الدم: القاتل الصامت الذي يهدد صحة الملايين

يعتبر ارتفاع ضـغط الدم من بين الأمراض الخفية التي قد تكون وراء الكثير من التحديات الصحية، حيث يطلق عليه في كثير من الأحيان اسم “القاتل الصامت” نظرا لعدم وجود أعراض واضحة، والطريقة الوحيدة لاكتشافه هي من خلال الفحص. ووفقا لتقرير نشرته منظمة الصحة العالمية في عام 2023، يتأثر واحد من كل ثلاثة بالغين في جميع أنحاء العالم بارتفاع ضغط الـدم، وقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة مثل النوبة القلبية وفشل القلب وتلف الكلى والسكتة الدماغية.

وفقا لتقديرات جمعية القلب الأمريكية، يعاني نحو نصف الأمريكيين من ارتفاع ضغط الدم. ومن هؤلاء، يعاني ثلثهم تقريبا من ارتفاع ضـغط الدم “المقاوم”، والذي يعني عدم استجابة الضغط للأدوية على الرغم من استخدام ثلاثة أنواع مختلفة منها في وقت واحد. وأظهرت دراسة أجريت عام 2021 أن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاما يتعرضون بنسبة تصل إلى 70% أكثر من النساء في نفس الفئة العمرية لارتفاع ضغط الـدم غير المنظم.

قال الدكتور أندرو فريمان، مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية في مركز الصحة اليهودي الوطني في دنفر: “إن مشكلة تناول الكثير من الملح تكمن في أنه يتم إضافته إلى كل طعام نتناوله تقريبا”. وأضاف: “ملعقة صغيرة من الملح قد تبدو ضئيلة، ولكن يبدو أن الملح المضاف له تأثير كبير على ضغط الـدم بشكل مفاجئ”.

تأثير النظام الغذائي المنخفض الملح على ضغط الدم

نشرت دراسة حديثة في مجلة JAMA يوم السبت، كشفت عن نتائج مثيرة حول تأثير النظام الغذائي المنخفض في الملح على ضغط الـدم. شملت الدراسة 213 شخصا في الفئة العمرية من 50 إلى 75 عاما، حيث كلفوا باتباع نظام غذائي عالي ومنخفض الصوديوم لمدة أسبوع، تلاها الانتقال إلى النظام الغذائي البديل.

وأظهرت النتائج أن حوالي 25% من المشاركين كانوا يعانون من ضغط دم طبيعي،.. في حين كان لدى 25% آخرين ارتفاع ضـغط الدم غير المعالج. ومن بين الفئة المتبقية، كان ضغط الدم مستقرا لدى 20%، في حين لم يكن ضغط الـدم تحت السيطرة لدى 31%.

خلال الأسبوع ذو النسبة العالية من الملح، استمروا في تناول نظامهم الغذائي الطبيعي بالإضافة إلى علبتين من المرق،.. كل منهما يحتوي على 1100 ملليجرام من الصوديوم. أما خلال الأسبوع ذو الملح المنخفض، تناولوا الأطعمة ذات نسبة منخفضة من الصوديوم،.. حيث تم توفيرها لهم من قبل اختصاصيي التغذية، بهدف تناول 500 ملليجرام فقط من الملح يوميا، وهو انخفاض كبير.

ووفقا للدراسة، كان انخفاض ضغط الـدم سريعا وملحوظا خلال اتباع نظام غذائي منخفض في الملح. وفي المقارنة مع النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من الصوديوم،.. انخفض ضغط الدم عند اتباع نظام غذائي منخفض الملح بمقدار 8 ملليمتر من الزئبق.

تأثير مشابه لأدوية التحكم في الضغط

أفادت الدراسة بأن الانخراط في نظام غذائي منخفض في الملح يمكن أن يكون فعالا في خفض ضغط الـدم بشكل ملحوظ،.. حتى بمقدار 6 ملليمترات من الزئبق، وهو تأثير يشبه تأثير الأدوية المستخدمة للتحكم في ضغط الدم.

وأشار الباحثون إلى أن هذا الانخفاض في ضغط الدم حدث بشكل سريع وثابت،.. سواء كان الشخص يعاني من ضغط دم طبيعي، أو ارتفاع طفيف في ضغط الدم،.. أو حتى لدى الذين يتناولون بالفعل أدوية لضبط الضغط.

وفي تصريحاتها، أكدت الباحثة الرئيسية نورينا ألين أن خفض هذه الكمية من الملح لم يسفر عن آثار جانبية كبيرة،… باستثناء تحول الذوق إلى طعم أكثر لطفا،.. مع التأكيد على أن هذا التكيف مع نظام غذائي أقل في الملح يحدث بسرعة.

وأوضحت ألين: “براعم التذوق تتكيف في أسبوعين، وستستعيد حقا الطعم والنكهة”. ودعت الناس إلى التمسك بنمط غذائي منخفض في الملح،.. مشيرة إلى أن تعديل براعم التذوق يستغرق وقتا أقل مقارنة بآثار إيجابية فورية على ضـغط الدم.

مع ذلك، أكدت الدراسة أن الأدوية المستخدمة لتنظيم ضغط الدم قد تتسبب في العديد من الآثار الجانبية،.. وذلك من خلال تجربة السعال، والإمساك أو الإسهال، والدوخة، ونقص الطاقة، والصداع، وآلام العضلات،.. والغثيان، والعصبية، والتعب، ومشاكل في الانتصاب، مع التأكيد على أن تلك الآثار غالبا ما تتلاشى مع الوقت.

مقالات ذات صلة