تتواصل في العاصمة العراقية بغداد أشغال القمة العربية، وسط ملفات ثقيلة تفرض نفسها على جدول أعمال القادة العرب. غير أن اللافت خلال هذه القمة كان الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس، والتي حملت نبرة صريحة تنتقد بشدة استمرار حالة الجمود التي يعيشها الاتحاد المغاربي.
الخطاب الملكي، الذي بعث إلى الزعماء المشاركين في القمة، لم يخف خيبة أمل المغرب حيال ما آلت إليه أوضاع التكتل المغاربي، والذي بدا غائبا عن المشهد الإقليمي رغم ما تمر به المنطقة من تحولات استراتيجية تتطلب التكتل بدل التشتت.
وأكد الملك في كلمته أن منطقة شمال إفريقيا أصبحت اليوم “الأقل اندماجا اقتصاديا”، على الرغم من امتلاكها لثروات طبيعية هائلة، وطاقات بشرية مؤهلة قادرة على إحداث التحول المنشود. وحذر من أن غياب الإرادة السياسية يفرط في فرص التعاون، ويعوق أي مشروع تكامل اقتصادي إقليمي.
كما أشار الملك إلى أن ضعف التبادل التجاري بين دول الاتحاد،.. واستمرار القيود على حرية تنقل الأشخاص ورؤوس الأموال، يعمق الهوة بين دول المغرب الكبير ويعرقل جهود تحقيق التنمية المستدامة.
وفي رسالة مباشرة إلى من يعرقلون مسار الاندماج،.. شدد العاهل المغربي على أن “احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية للدول” يجب أن يكون قاعدة أساسية لأي تقارب إقليمي،.. محذرا من أن تغذية النزعات الانفصالية تقوض أسس الثقة المتبادلة وتمنع بعث الاتحاد من جديد.
الملك محمد السادس اختتم رسالته بالتأكيد على أن العودة إلى مشروع مغاربي موحد لم يعد ترفا سياسيا،.. بل أضحى ضرورة اقتصادية واستراتيجية أمام تصاعد الأزمات العالمية، خاصة في ما يتعلق بالأمن الغذائي،.. والطاقة، وشحّ المياه، والتغيرات المناخية.