الأكثر مشاهدة

سمرة الصيف.. فتنة مؤقتة بثمن باهظ

صيف برائحة الخطر.. حين تتحول الرغبة في التسمير إلى كابوس جلدي في مشهد يتكرر كل صيف، يملأ الشاطئ بأجساد تلاحق حلم البشرة البرونزية تحت شمس لا ترحم، وكأن السمرة صارت جواز مرور إلى الجاذبية. لكن خلف هذا الحلم، تختبئ أخطار قد تخلف ندوبا لا تمحى، ليس فقط على الجلد، بل في النفس أيضا.

“كنت أظنها لحظات من الجمال”…

خديجة، في ربيعها الثالث، أرادت فقط أن تضفي على بشرتها لونا شهيا يعكس الصيف. خرجت بلا واق، جلست طويلا تحت الشمس، ظنت أنها تسيطر على الأمر… لكنها كانت تحترق بصمت. ما بدأ بنشوة التسمير انتهى ببقع داكنة وحروق مؤلمة، ومرآة لم تعد تبتسم لها كما اعتادت.

“لم أكن أعلم أن لحظة تهور قد تكلفني سنوات من العلاج”، تقول خديجة، التي وجدت في زيارة طبيب الجلد طوق نجاة. كريمات مهدئة، تعليمات صارمة، وتوصية حازمة بتجنب الشمس في أوقات الذروة… كانت هذه بداية العودة إلى لونها الطبيعي، لكن التجربة كانت كفيلة بأن تغير نظرتها إلى مفاهيم “الجمال المؤقت”.

- Ad -

حين يتحول التجميل إلى تهديد صحي بعيدا عن تجارب الأفراد، تحذر الأخصائية إلهام فرح من خط أحمر لا ينتبه له الكثيرون: مستحضرات التسمير. تقول: “بعض هذه المنتجات تعمل كعدسة مكبرة لأشعة الشمس، فتضاعف ضررها. ومع التعرض الطويل لـUVA وUVB، يصبح خطر سرطان الجلد احتمالا واقعيا لا مجرد تهويل”.

وتضيف: “الزيوت التي يروج لها على أنها تعزز السمرة، لا تفعل سوى دعوة الجلد للاحتراق. والنتيجة؟ حروق، تصبغات، التهابات… وأحيانا أمراض يصعب علاجها”.

من البحر إلى الطبيب… مرورا بنصائح من ذهب

توصي الأخصائية باستخدام واقيات شمسية ذات تركيبة غير زيتية، مع ارتداء ملابس قطنية فاتحة، والابتعاد قدر الإمكان عن أشعة الشمس بين الساعة 12 و3 بعد الزوال. وتنبه إلى نقطة غالبا ما تهمل: “بقاء الجسم مبللا بعد السباحة قد يفتح الباب أمام فطريات جلدية مزعجة، لذا يجب الاستحمام وتجفيف الجلد جيدا”.

أما الشعر وفروة الرأس، فهما ليسا بمعزل عن الضرر،.. تقول فرح: “الإهمال قد يؤدي إلى التهابات تؤثر على صحة الشعر ومظهره، مما يجعل من الحذر ضرورة لا خيارا”.

الوقاية ليست خيارا تجميليا… إنها قرار صحي وسط حمى الصيف وإغراءات السمرة السريعة، يغفل كثيرون أن الجلد ليس صفحة لتجارب مؤقتة، بل درع حساس يتذكر كل ما نفعله به. والنتيجة قد تكون مؤلمة حين يتحول الصيف من موسم استجمام… إلى فصل من فصول المعاناة الجلدية.

مقالات ذات صلة