فجرت واقعة جديدة في مدينة فالانس الفرنسية جدلا واسعا بعد أن أقدمت السلطات على توقيف مهاجر مغربي يبلغ من العمر 18 سنة، ووضعه قيد الاحتجاز الإداري تمهيدا لترحيله من البلاد، وذلك على خلفية توثيقه لنفسه في مقطع فيديو وهو يؤدي التحية النازية أمام كنيس يهودي بالمدينة.
وتعود تفاصيل الحادث إلى الأيام القليلة الماضية، حيث قام الشاب المغربي، الذي لا يتوفر على وضع قانوني بالإقامة، بتصوير نفسه وهو يؤدي التحية النازية أمام مكان العبادة اليهودي، في تصرف وصف من طرف السلطات الفرنسية بـ”الاستفزازي والخطير”، خاصة في ظل تصاعد التوترات المرتبطة بقضايا معاداة السامية وارتفاع منسوب الحذر الأمني حول المعابد والمؤسسات الدينية.
وحسب ما أوردته الصحافة الفرنسية، فقد تم توقيف الطالب داخل مؤسسته التعليمية التي يتابع بها دراسته الثانوية، بالرغم من تواجده غير القانوني على الأراضي الفرنسية، حيث سارع الأمن إلى وضعه في مركز احتجاز إداري بغرض تسهيل إجراءات ترحيله خارج التراب الفرنسي.
هذه الخطوة أشعلت جدلا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي وفي بعض الأوساط الحقوقية، التي انقسمت بين من يرى في القرار تطبيقا صارما للقانون الفرنسي، ومن يعتبر أن القضية تتطلب مقاربة تأهيلية بدل العقاب بالترحيل، خصوصا أن المعني بالأمر ما يزال قاصرا من الناحية القانونية في بعض الأنظمة الأوروبية.
وتطرح هذه الواقعة عدة إشكاليات، من بينها الحدود الفاصلة بين حرية التعبير والسلوكيات المحرضة على الكراهية، كما تعيد إلى الواجهة النقاش المزمن حول معايير ترحيل الأجانب المقيمين في وضعية غير قانونية، خاصة إذا كانوا قصرا أو طلبة في طور التحصيل العلمي.
وينتظر أن تشهد القضية تطورات جديدة خلال الأيام المقبلة، إذ تعالت بعض الأصوات المطالبة بفتح تحقيق شامل في خلفيات ودوافع الشاب، ومدى وعيه الرمزي بخطورة ما أقدم عليه، بدل الاكتفاء برد فعل عقابي قد يؤجج الانقسامات بدل أن يعالج أسبابها.