فجأة، وبدون إنذار، وجد عشرات الموظفين المغاربة أنفسهم في الشارع بعد أن أغلقت شركة التسويق الهاتفي “بول آند جوزيه” أبوابها بشكل غامض، تاركة وراءها علامات استفهام كبيرة، ومصيرا غامضا لـ60 مستخدما كانوا يعيلون أسرهم من داخل مكاتبها بشارع أنفا في الدار البيضاء.
في يوم 12 ماي، حضر الموظفون إلى مقرات العمل ليصدموا بأبواب موصدة بألواح خشبية، ومكاتب فارغة، وحواسيب منزوع منها المعالج، فيما اختفى المدير العام ومدير الموارد البشرية. والصدمة الأكبر أن الشركة كانت قد منحتهم عطلة رسمية بمناسبة 8 ماي، وطلبت منهم “الاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع الطويلة”، قبل أن يتم تفريغ المكاتب في غفلة منهم.
سامية رايس، إحدى الموظفات التي تشتغل مع الشركة منذ 2018، أكدت للصحافة الفرنسية أن ما حدث ليس مجرد إغلاق، بل “خدعة منظمة”. وتروي كيف سارعت يوم 8 ماي إلى المكتب بعد تسريبات عن نقل محتمل، لتكتشف أن الشركة أفرغت المقر بالكامل، حتى المتعلقات الشخصية للموظفين اختفت.
الواقعة التي نقلتها صحيفة “لوموند” الفرنسية في تقرير من الدار البيضاء، تشير إلى وجود شبهة “احتيال اجتماعي”، وهي التهمة التي يتبناها المستخدمون الذين قرروا اللجوء إلى نقابة الاتحاد المغربي للشغل لمتابعة الملف والدفاع عن حقوقهم.
قصة الشيخ دياو (37 سنة) وزوجته آوا (36 سنة) ممن عملا أكثر من عقد بالشركة، تختصر حجم المأساة: فجأة وجدا نفسيهما دون دخل، دون تحذير، ودون تعويض. أما سهام العمراني، التي التحقت بالشركة سنة 2015، فلم تجد من يعيل أبناءها الثلاثة سوى راتب زوجها. فيما كانت الضربة أقسى على إيمان، التي كانت حاملا في شهرها الثامن عندما وقع الإغلاق، وأنجبت طفلها دون أن تتوصل بحقوقها القانونية.