تجري منذ 27 يناير 2025 أمام محكمة الجنايات في منطقة لوط-إي-غارون، محاكمة يونس مودني، مغربي يبلغ من العمر 44 عاما، بتهمة قتل رفيقته، لورا دي برادينا كاسيريس، التي كانت تبلغ من العمر 32 عاما، في مدينة مارماند الفرنسية في فبراير 2022. الجريمة التي هزت المجتمع المحلي أثارت العديد من الأسئلة حول العنف الأسري ودور الضغوط الاجتماعية في تكوين الشخصية المتورطة.
في ساعات الصباح الباكر من يوم 17 فبراير 2022، تلقت خدمات الطوارئ اتصالا للإبلاغ عن وجود امرأة ملقاة في الشارع، وهي تنزف بغزارة بسبب جروح عميقة في الوجه والصدر. تم العثور على لورا في حالة حرجة، حيث كانت في توقف قلبي تنفسي نتيجة للطعنات التي تلقتها بسكين طوله 31 سم. وبعد ذلك تم القبض على يونس مودني، الذي اعترف في التحقيقات أنه هو من قام بطعن ضحيته، مبررا فعله بأنه لم يكن ينوي قتلها، بل فقد أعصابه إثر مشاجرة.
القضية تأخذ منحى أكثر تعقيدا حينما تتكشف تفاصيل عن تاريخ يونس مودني الشخصي. زوجته السابقة، سونيا، قدمت شهادتها في المحكمة،.. مؤكدة أن يونس كان يعاني من سلوك عنيف تجاهها طوال فترة زواجهما، مشيرة إلى عدة حوادث عنف كانت تنتهي دائما بالاعتذار. وأكدت أن سبب تغير سلوكه كان بعد وفاة والده،.. حيث بدأ في اللجوء إلى الكحول، مما زاد من تدهور حالته النفسية والبدنية.
لكن الأسباب العائلية لم تكن وحدها وراء العنف الذي مارسه يونس. فقد تحدث شقيقه، نبيل،.. عن الطفولة الصعبة التي عاشها في المغرب، حيث كان والده قاسيا جدا،.. مما أثر على نفسيته بشكل عميق. من جهته، أكد نبيل أن يونس تعرض للضرب الشديد من قبل والده في صغره،.. حتى أن أحد الحوادث كادت أن تودي بحياته.
في ظل استمرار المحاكمة التي ستستمر حتى 30 يناير 2025،.. يواجه يونس مودني عقوبة السجن المؤبد إذا ثبتت إدانته. وتبقى القضية محط اهتمام كبير في الأوساط القانونية والاجتماعية،.. خاصة في ما يتعلق بتسليط الضوء على دور العنف الأسري وتداعياته على الأفراد والعلاقات.