إن المغرب يسير بثبات في مجال إنتاج الطاقة المتجددة وتعزيز الكفاءة الطاقية، حيث يعمل على مشاريع استراتيجية ستزيد من السعة الإنتاجية للمملكة وتعزز وتيرة الانتقال الطاقي، وفقا لتأكيدات ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.
أنفانيوز ـ بقلم بشرى الخطابي
وأشارت الوزيرة إلى أن المغرب قد قام بالاستثمار في مشاريع بقيمة تقارب 59 مليار درهم في مجال الطاقات المتجددة. هذه المشاريع، ووفقا للوزيرة، تقع حاليا في مرحلة الاستغلال، وتمتلك قدرة إجمالية تصل إلى حوالي 4.5 جيغاوات. تعكس هذه الخطوات التحفيزية التزام المغرب بتعزيز الاستدامة والتنوع في مصادر الطاقة، مما يسهم في تعزيز استقلاله الطاقي وتقليل تأثيره على البيئة.بالإضافة إلى ذلك،.. قامت الوزارة بتعزيز الاستثمار في الشبكة الكهربائية بهدف تحسين تكامل الطاقات المتجددة وضمان توفير الكهرباء لمختلف القطاعات. وقد تم تصميم مشروع مخطط مديري لتعزيز وتطوير الشبكة الوطنية للنقل الكهربائي خلال الفترة من 2023 إلى 2027، ويشمل هذا المشروع تكلفة إجمالية تقدر بحوالي 23.4 مليار درهم.
وفسرت بنعلي أنه خلال الفترة من 2021 إلى 2023، تم تشغيل قدرة إضافية تبلغ حوالي 203 ميغاوات من مصادر الطاقة المتجددة. يشمل ذلك حقل الرياح في تازة بسعة تقدر بحوالي 87 ميغاوات، وحقلي الرياح في الوليدية بسعة تقدر بحوالي 36 ميغاوات،.. بتكلفة استثمار تقدر بحوالي 500 مليون درهم. وتشمل أيضا محطتين للطاقة الشمسية في ميسور وزاكورة بسعة تقدر بحوالي 80 ميغاوات، كجزء من برنامج نور تافيلالت، بتكلفة استثمار تبلغ حوالي 800 مليون درهم.
إقرأ أيضا: كيف يصبح التزود بوقود الهيدروجين أكثر كفاءة؟
خلال نفس الفترة،.. تم الحصول على تراخيص لعدة مشاريع استراتيجية، ومن بينها 7 مشاريع للطاقة الشمسية الفوتوضوئية في إطار المرحلة الأولى من برنامج نور الفوتوضوئي 2،.. بإجمال قدرة تقدر بحوالي 333 ميغاوات،.. و5 مشاريع للطاقة الريحية بقدرة تقدر بحوالي 358 ميغاوات،.. بتكلفة استثمار تتجاوز حوالي 6 مليار درهم،.. وذلك في إطار الالتزام بالقانون 13-09 المتعلق بالطاقات المتجددة.
إنجازات كبيرة في ميدان الطاقة المتجددة
كما يشمل هذا الجهد مشروع المجمع الشريف للفوسفاط للطاقة الشمسية بسعة تقدر بحوالي 301 ميغاوات،.. وباستثمار يبلغ 2.4 مليار درهم. يأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية الإنتاج الذاتي،.. والتي من شأنها تقليل البصمة الكربونية في صناعة الفوسفاط الوطنية. وتضمنت الركيزة الأخرى لهذه الجهود 26 مشروعا للطاقة الشمسية من الحجم المتوسط والصغير،.. بإجمال قدرة تصل إلى حوالي 44 ميغاواط، لصالح بعض المقاولات الوطنية، وذلك بتكلفة استثمار تقدر بحوالي 280 مليون درهم. تتوقع المسؤولة الحكومية أن يتم تشغيل حقل الرياح “الكدية البيضاء”، الذي يبلغ قدرته الإنتاجية 100 ميغاواط، في عام 2024،.. بعد اتخاذ الإجراءات الضرورية لإعادة بنائه بتكلفة تقدر بحوالي 1.45 مليار درهم،.. واختيار الشركة التي ستقوم بتنفيذ الأعمال.
إقرأ أيضا: المغرب والإمارات العربية المتحدة يوقعان مذكرات تفاهم لتنفيذ مشاريع استراتيجية
ومن أجل تسريع تنفيذ مشروع المركب الشمسي نور ميدلت، بهدف الانتهاء منه في عام 2027، أوضحت الوزيرة أن الوزارة اتخذت التدابير اللازمة لتسريع بدء تنفيذ مشروع نور ميدلت 1 بقدرة تقدر بحوالي 795 ميغاواط، وبدأت عملية الانتقاء الأولي للشركات التي ستقوم بتنفيذ مشروع نور ميدلت 2 بقدرة تصل إلى 400 ميغاواط، مع وحدة للتخزين بقدرة تفوق 400 ميغاواط ساعة.
تشير المسؤولة إلى أنه تم برمجة إنجاز قدرة إضافية تقدر بحوالي 8576 ميغاواط خلال الفترة حتى عام 2027 ضمن إطار مخطط التجهيز الكهربائي. يتم تسريع تنفيذ مشاريع الطاقات المتجددة، حيث تشكل هذه المشاريع 75% من إجمالي قدرة مخطط التجهيز الكهربائي. يتم ذلك من خلال زيادة الاستثمار السنوي بنسبة تقارب أربع مرات، مع برمجة إنجاز حوالي 1.3 جيغاواط سنويا بدلا من 0.16 جيغاواط سنويا خلال الفترة من 2022 إلى 2029.
وتشدد الوزيرة على أهمية الدعم للمستثمرين، حيث تم إصدار تشريعات وتنظيمات هامة لتعزيز جاذبية الاستثمار. يتعلق الأمر بالقوانين المتعلقة بالطاقات المتجددة والإنتاج الذاتي للطاقة الكهربائية،.. إلى جانب القرارات المتعلقة بالجهد المتوسط والمناطق المخصصة لاستقبال مشاريع الطاقة الشمسية. هذا سيساهم في تحفيز إنجاز مشاريع الطاقة المتجددة بمختلف أحجامها.