بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على إبتكار شركة “أسترازينيكا” للقاحها المحور ضد فيروس كورونا، قامت الشركة بسحب اللقاح من السوق العالمية.
كان رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون قد أشاد باللقاح في وقت سابق ووصفه بأنه “انتصار للعلم البريطاني”، مؤكدا أنه أنقذ حياة ملايين الأشخاص خلال فترة الجائحة.
وأكدت الشركة، في بيان، أن سبب سحب اللقاح يعود إلى وجود “فائض من اللقاحات الأخرى المعتمدة والمتوفرة”، مشيرة إلى أسباب تجارية للانسحاب.
وأعلنت الشركة أيضا عن نيتها سحب تراخيص تسويق اللقاح – المعروف الآن باسمه الجديد Vaxzevria – داخل أوروبا.
تم تنفيذ طلب الانسحاب الذي قدمته الشركة يوم الثلاثاء، بعد أشهر من الاعتراف الرسمي من قبل الشركة بأن اللقاح قد يسبب آثارا جانبية مثل جلطات الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية.
مع إيقاف لقاح Oxford/AstraZeneca Covid-19، إليك كل ما نعرفه عن هذا اللقاح.
لقاح أسترازينيكا.. من التطوير إلى ظهور المشاكل
تم تطوير لقاح أسترازينيكا بالتعاون مع جامعة أكسفورد، وأنتجته شركة المصل الهندي. تمت الموافقة على استخدام اللقاح لأول مرة في المملكة المتحدة في ديسمبر 2020،.. وتم تطعيم أول دفعة خارج الدوائر التجريبية في 4 يناير 2021. وقد تم توزيعه على نطاق واسع في أكثر من 150 دولة، ويعتقد أنه أنقذ حياة ملايين الأشخاص.
أثناء الجائحة، أظهرت بعض الدراسات أن اللقاح كان فعالا بنسبة تتراوح بين 60 إلى 80 في المائة في الحماية من فيروس كورونا الجديد.
أعلنت شركة أسترازينيكا يوم الثلاثاء أنها قامت بسحب اللقاح عالميا بسبب “فائض اللقاحات المحدثة المتاحة”،.. مما أدى إلى انخفاض الطلب على لقاح Vaxzevria، الذي لم يعد يتم تصنيعه أو توفيره. كما أعلنت الشركة عن نيتها سحب تراخيص تسويق اللقاح داخل أوروبا.
وأقرت الشركة مؤخرا في وثائق المحكمة بأن اللقاح يمكن أن يسبب آثارا جانبية نادرة جدا مثل جلطات الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية. هذا الاعتراف جاء بعد أن قدمت الشركة البريطانية للمحكمة وثائق توضح تورط اللقاح في حوادث جلطات الدم وتقلص عدد الصفائح الدموية،.. الأمر الذي أدى إلى تقديم دعاوى قضائية ضدها في المملكة المتحدة.
من بين الأشخاص الذين توفوا بعد تلقي اللقاح، كانت مذيعة راديو بي بي سي في نيوكاسل ليزا شو،.. وقد توفيت بعد أسبوع واحد فقط من تلقي الجرعة الأولى لها في مايو 2021. وفي غشت من نفس العام، أقرت كارين ديلكس، الطبيب الشرعي في نيوكاسل،.. أن رجل بالغ من العمر 44 عاما توفي بسبب حالة نادرة مرتبطة بالحقنة التي تسبب تورما ونزيفا في الدماغ،.. وهي حالة تسمى “نقص الصفائح الدموية المرتبط باللقاح”.
اعتراف أسترازينيكا بأن اللقاح قد يكون مميتا يتعارض مع تصريحاتها السابقة، وأكدت منظمة الصحة العالمية أيضا أن اللقاح قد يسبب آثارا جانبية مميتة. قائلة في بيان: “تم الإبلاغ عن حدث ضار نادر جدا يسمى تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات،.. يتضمن أحداث تخثر الدم غير العادية والشديدة المرتبطة بانخفاض عدد الصفائح الدموية، بعد التطعيم بهذا اللقاح.”