يشهد قطاع اللحوم الحمراء في المغرب حالة من التحركات الاقتصادية الهامة، حيث يستعد المكتب الاقتصادي والتجاري للسفارة الإسبانية بالدار البيضاء لتنظيم لقاء موسع بين 14 شركة إسبانية متخصصة في إنتاج اللـحوم ومستوردين مغاربة. اللقاء المرتقب، الذي سيعقد بعد غد الخميس، يهدف إلى توقيع اتفاقيات تعاون بين الجانبين لضمان تزويد السوق المغربية باللـحوم الحمراء.
سيتيح اللقاء الذي ينظم بتعاون مع جمعية قطاع الماشية الإسبانية، للشركات الإسبانية فرصة عرض منتجاتها على المهنيين المغاربة في هذا القطاع الحيوي. هذه المبادرة تأتي في وقت حرج، حيث يشهد السوق المغربي ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار اللحـوم الحمراء، مما يضع ضغوطا كبيرة على الأسر المغربية التي أصبحت تجد صعوبة في التكيف مع هذه الزيادات.
وبحسب مصادر مطلعة، يتوقع أن يسهم اللقاء في تعزيز التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين، مما يسهم في تحسين التزويد المحلي باللحوم الحمراء مع ضمان استقرار الأسعار. رغم ذلك، تشير نفس المصادر إلى أن وتيرة استيراد اللحـوم الحمراء من إسبانيا مازالت بطيئة، ويرجع ذلك إلى ارتفاع الأسعار التي قد تشكل حاجزا أمام إقبال الجزارين المغاربة على استيراد هذه اللحوم وبيعها للمستهلكين.
إقرأ أيضا: أزمة أسعار اللـحوم الحمراء بالمغرب: لقجع يكشف الأسباب والحلول
ومن الجدير بالذكر أن تجارب سابقة مع استيراد اللحوم من دول أخرى، مثل البرازيل، شهدت بعض التردد في البداية قبل أن تجد تلك اللحوم مكانها في السوق المغربية. هذا التحدي لا يقتصر فقط على اللحوم الإسبانية، بل يشمل أيضا جميع محاولات ضمان توازن السوق واستقرار الأسعار في ظل تقلبات العرض والطلب.
يضاف إلى ذلك أن هذه الخطوات تأتي في وقت حساس، حيث تعاني الكثير من الأسر المغربية من ارتفاع تكاليف اللحوم، وهي عنصر أساسي في المائدة المغربية. وعلى الرغم من بعض المبادرات لاستيراد كميات إضافية، لم تسجل حتى الآن نتائج ملموسة في خفض الأسعار، مما يثير المخاوف من احتمال حدوث زيادات أخرى بحلول شهر رمضان المبارك.