الأكثر مشاهدة

انسحاب إنرجيان من مشروع أنشوا البحري يثير تساؤلات حول مستقبل الغاز في المغرب

أعلنت شركة إنرجيان اليونانية تخارجها من مشروع تطوير حقل أنشوا البحري قبالة سواحل العرائش بالمغرب، معللة قرارها بعدم جدوى المشروع مقارنة بتوقعاتها الأولية. هذا الحقل، الذي يعد أكبر اكتشاف غير مطور للغاز في المغرب باحتياطيات تقدر بنحو 18 مليار متر مكعب، كان يؤمل أن يسهم في تحقيق أمن الطاقة للمملكة، لكن النتائج الميدانية جاءت أقل من التقديرات السابقة.

أكد الرئيس التنفيذي لإنرجيان، ماثيوس ريغاس، خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) 2024، أن الشركة لم تجد الجدوى الاقتصادية التي تتناسب مع طموحاتها من استكشافات حقل أنشوا، رغم وجود غاز في الموقع. وأوضح أن المشروع قد يكون أكثر ملاءمة لشركات صغيرة الحجم قادرة على استغلال احتياطياته المحدودة.

وأشار ريغاس إلى أن شركته ستركز جهودها المستقبلية على مناطق أكثر استراتيجية بالنسبة لها، مثل شرق البحر المتوسط واليونان، بدلا من تطوير الحقول البحرية المغربية.

- Ad -

أرقام وتطورات مشروع أنشوا البحري

في وقت سابق من هذا العام، كشفت أعمال الحفر في بئر أنشوا-3 باستخدام منصة الحفر “ستينا فورث” عن نتائج مخيبة للآمال، حيث أشارت البيانات إلى أن الطبقات الرملية الحاملة للغاز كانت أقل سماكة من المتوقع. كما أظهرت تحليلات أخرى أن بعض الطبقات كانت مشبعة بالمياه فقط، ما أدى إلى إغلاق البئر ووقف العمل عليها.

رغم ذلك، لا تزال شركة شاريوت، الشريكة في المشروع، ترى فرصا لتطوير الحقل بناء على بيانات أولية تظهر وجود غاز في بعض المناطق. ومع ذلك، فإن هذا يعتمد على تقييمات مستقبلية دقيقة لضمان جدوى استثمارية أكبر.

يشكل تخارج إنرجيان ضربة لطموحات المغرب في تقليل اعتماده على واردات الغاز، التي تبلغ نحو مليار متر مكعب سنويا، والانتقال نحو تصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية. ويثير القرار تساؤلات حول استراتيجيات المملكة في استغلال مواردها الطبيعية، خاصة مع ارتباطها بخط أنابيب الغاز مع إسبانيا الذي يتيح لها ميزة تنافسية كبيرة.

مع انسحاب إنرجيان، يترك حقل أنشوا في مواجهة مستقبل غير واضح. فبينما يبدي الشركاء الآخرون اهتماما باستمرار العمل، فإن نجاح المشروع يعتمد بشكل أساسي على جذب استثمارات جديدة وتوفير الدعم اللوجستي والتقني لتحقيق أقصى استفادة من هذه الموارد.

مقالات ذات صلة