الأكثر مشاهدة

وزير العدل: الفايسبوك يهدد أسس العدالة في المغرب

حذر عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، من التأثير المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي على عمل القضاء في المغرب، مشيرًا إلى أن أخطر ما يواجه النظام القضائي اليوم هو التدخلات الواسعة عبر منصات مثل “فايسبوك”، حيث تصبح كل قرارات وأحكام القضاء عرضة للجدل والتعليقات العشوائية.

وأوضح وهبي خلال مناقشته لميزانية قطاع العدل في لجنة العدل والتشريع بمجلس المستشارين، أن القضاة يصدرون قراراتهم بناء على معطيات قانونية واضحة، لكن تدخل وسائل التواصل الاجتماعي يخلق فوضى وحملات انتقاد لا تستند إلى أسس قانونية. كما شدد على ضرورة التصدي لهذه الظاهرة بصرامة، مشيرا إلى أن بعض المحامين، الذين كانوا في يوم من الأيام قضاة، يصفون أحكاما قضائية بـ”الظالمة” وهو أمر يراه تحقيرا لقرارات القضاء يستوجب المساءلة الجنائية.

وأشار وزير العدل إلى أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتيح إنشاء فيديوهات مزيفة، مما يؤدي إلى نشر معلومات مغلوطة عن الأشخاص، بما في ذلك تصريحات لم يدلوا بها قط. وقال وهبي إنه شخصيا تعرض لمواقف مشابهة حينما تم نشر تصريحات مزورة على مواقع التواصل الاجتماعي نسبت إليه دون أن يكون قد أدلى بها.

- Ad -

وواصل وزير العدل التأكيد على أنه لا يقبل ما يحدث من فوضى في وسائل التواصل، مشيرا إلى أن هذا التهافت على التشهير أصبح يشمل الجميع، من مسؤولين إلى نواب برلمانيين، حيث يتم تصنيفهم بشكل عشوائي بأنهم “فاسدون” دون احترام للعمل المؤسساتي والقانوني. في هذا السياق، شدد على أن المحاسبة هي حق المواطنين، مؤكدا أن النيابة العامة تتدخل دائما عند اكتشاف أي اختلالات.

وفي سياق متصل، كشف وهبي عن نقاشه مع رئيس إحدى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن تلك المنظمات لم تعد تعتمد على ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي مثل “فايسبوك” و”يوتيوب” كمصادر للمعلومات حول المغرب، بسبب التضليل والمبالغات المتزايدة. ودعا الوزير المنظمات الحقوقية الجادة إلى العودة للميدان للدفاع عن مصداقيتها واستعادة مكانتها.

مقالات ذات صلة