الأكثر مشاهدة

آية في سباق مع الزمن.. 270 مليون سنتيم تفصلها عن الحياة

في غرفة الإنعاش رقم 11 بمستشفى “بول بروس” بباريس، ترقد شابة مغربية في مقتبل العمر، تئن تحت وطأة الألم، وتنتظر جرعة أمل تنقذها من مصير مجهول. اسمها آية بومزبرة، طالبة في عامها الرابع بشعبة الهندسة المعمارية، حلمت يوما بتشييد بنايات الحياة، لكنها الآن تحارب للبقاء على قيدها.

قبل عام، خضعت آية لعملية زراعة كبد أنقذتها من مرض خطير، لكن الحياة لم تمهلها طويلا. قبل أسابيع، أصابتها عدوى خطيرة تسببت في مضاعفات حادة، تدهورت حالتها معها بشكل مفاجئ، لتنقل على وجه السرعة إلى قسم الإنعاش، حيث يخوض الأطباء معركة لإنقاذها، لكن الأمل بات مرهونا بعملية جراحية مستعجلة لا يمكن إجراؤها إلا بعد توفير مبلغ 250 ألف يورو، أي ما يزيد عن 270 مليون سنتيم.

أسرتها، المنهكة بين وجع الانتظار ودوامة المصاريف، لم تجد غير مناشدة أصحاب القلوب الرحيمة، من داخل الوطن وخارجه، لمد يد العون. “الحياة أغلى من المال”، تقول والدتها بصوت تخنقه الدموع، مضيفة: “نناشد الجميع، أي مساعدة مهما كانت بسيطة، يمكن أن تعيد لابنتي أنفاسها”.

- Ad -

قصة آية لم تعد شأنا عائليا، بل تحولت إلى قضية رأي عام بعد أن أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن تحت وسم #أنقذوا_آية، اجتاحت الصفحات والمنصات، محملة برسائل تعاطف ودعوات لمساعدة الشابة التي باتت بين فكي المرض والأمل.

“لم يتبق لنا الكثير من الوقت”، هذا ما تقوله أسرتها في نداء مستعجل. “كل ساعة تمر قد تكون فاصلة. آية تنتظر، وأحلامها معلقة في غرفة باردة لا تسمع فيها سوى أصوات الأجهزة الطبية”.

المغاربة، أهل الجود في المحن، أمام فرصة جديدة لصنع المعجزة. هذا النداء لا يطلب صدقة، بل شراكة في إنقاذ إنسانة تطلب فقط فرصة جديدة للحياة، للعودة إلى قاعات الدرس، وللابتسام من جديد.

هل يكون التضامن المغربي أقوى من الألم؟ هل تكون هذه القلوب الرحيمة قادرة على فتح نافذة أمل لآية؟

الأمل لا يزال حيا. والفرصة قائمة.

مقالات ذات صلة