الأكثر مشاهدة

الدار البيضاء: أسرار “انتحار” محام شهير تتكشف بعد 40 سنة بطلب من ابنته

في تطور مثير يعيد إلى الواجهة واحدة من أكثر القضايا غموضا في سجل المحاماة المغربية، توصل صالح التزاري، الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بشكاية رسمية من مريم العلوي الإسماعيلي، مهاجرة مغربية تقيم بالولايات المتحدة، تطالب فيها بإعادة فتح ملف وفاة والدها، المحامي الراحل مولاي عبد الله العلوي الإسماعيلي، معتبرة أن ما تم الترويج له كـ”انتحار” سنة 1987 لم يكن سوى واجهة لجريمة قتل محكمة الإخراج.

الشكاية التي أوردتها “الصباح”، تسرد وقائع صادمة وأدلة اعتبرتها المشتكية “قوية ودامغة”، لتفنيد الرواية الأمنية التي أغلقت بها القضية قبل نحو أربعة عقود، حين صنفت الوفاة على أنها “خنق بواسطة حبل” داخل منزل الضحية، دون الخوض في تفاصيل أخرى وصفتها بأنها “جوهرية” وتغيبت عمدا عن تقارير الشرطة القضائية آنذاك.

ابنة المحامي “العلوي الإسماعيلي” تفجر مفاجآت

من بين هذه المعطيات، تورد المشتكية وجود جرح غائر على الجبين الأيسر للراحل وآثار دم لم يتم الإشارة إليها في أي محضر رسمي، إلى جانب ملاحظات مرتبطة بزاوية سقوط الجثة، التي كانت مائلة نحو اليمين، ما يعزز، حسب قولها، فرضية وجود تدخل خارجي أودى بحياة والدها، وليس انتحارا كما خلصت إليه السلطات في حينه.

- Ad -

ولم تتوقف المشتكية عند الجانب الجنائي فقط، بل كشفت أيضا عن “اختلالات مريبة” في انتقال ملكية بعض العقارات مباشرة بعد الوفاة، دون أن يتم توثيقها بعقود بيع رسمية، مشيرة إلى أن هذا المعطى يفتح الباب واسعا أمام الشكوك حول الدافع المالي وراء ما تسميه بـ”جريمة مقنعة ومسكوت عنها”.

مريم، التي غادرت المغرب مرغمة في سن التاسعة عشرة إلى الولايات المتحدة، أوضحت أنها لم تفقد الأمل في استرداد حق والدها الذي وصفته بـ”نغمة القانون” نظرا لسمعته الطيبة بين زملائه في المهنة، وحرصه على خدمة العدالة، مشددة على أن شخصا بهذه القامة القانونية لا يمكن أن يختار نهاية “مهينة ومريبة” دون تفسير منطقي.

وأكدت المشتكية في تصريحات أنها تعرضت لضغوط وتهديدات متكررة كلما زارت المغرب،.. من قبل أطراف لم تسمها، لكنها لم تثنها عن عزمها مواصلة المعركة القانونية حتى “ينصف القضاء المغربي روح رجل مات واقفا”، على حد تعبيرها.

وفي الوقت الذي التمست فيه من الوكيل العام إصدار تعليماته للفرقة الوطنية للشرطة القضائية لإعادة التحقيق بناء على الأدلة الجديدة، لا تزال الأسرة تنتظر بصيص عدالة قد يضع حدا لصمت استمر أربعة عقود، ويتوج مسيرة رجل قانون قتل مرتين: مرة بالخنق، ومرة بالنسيان.

مقالات ذات صلة