الأكثر مشاهدة

“النواصر للابتكار الترابي”: مشروع جديد لتعزيز التنمية المحلية في الدار البيضاء

بخطى واثقة نحو مقاربة جديدة في التنمية، أعلنت مدينة المهن والكفاءات بالدار البيضاء-سطات، بالشراكة مع مؤسسة OTED، عن إطلاق مختبر نواثيل للابتكار الترابي، وهو مشروع يحمل رؤية مغايرة لما ألفته برامج التكوين المهني الكلاسيكية، ويراهن على الذكاء الجماعي كوقود للتغيير المحلي.

في الوقت الذي يعاني فيه الكثير من البرامج التنموية من الانغلاق داخل جدران الإدارة، جاء NOTIL ليقترح مقاربة ميدانية، قائمة على إشراك مباشر وفعلي لمختلف الفاعلين: من جماعات ترابية إلى شركات، ومن تعاونيات وجمعيات محلية إلى متدربين ومكونين داخل المؤسسة نفسها. الهدف ليس تقديم وصفات جاهزة، بل بناء حلول تشاركية تستجيب لحاجيات محلية حقيقية في مجالات الاقتصاد والمجتمع والبيئة.

يعتمد المختبر على أربع دعامات رئيسية: أولها الذكاء الجماعي كأداة لتجميع الطاقات والأفكار، ثم البناء المشترك الذي يشرك الفاعلين المحليين في صياغة الحلول، إضافة إلى التجريب الميداني لتجاوز النظريات، وأخيرا الاستدامة والتأثير المجتمعي كهدف نهائي لكل مبادرة.

- Ad -

من التكوين إلى صناعة الحلول

المثير في هذه التجربة أن مكاسبها لا تقتصر على طرف بعينه. الشركات، على سبيل المثال، تستفيد من حلول مخصصة لتعزيز تنافسيتها وتمنح فرصا للمشاركة في تنمية مهارات الكفاءات المحلية عبر ما يعرف بـ”مواكبة المهننة”. أما الجماعات الترابية، فتمنح أداة جديدة لتفعيل الحكامة التشاركية وتحقيق أثر ملموس في تدبير مواردها.

المتدربون داخل مدينة المهن والكفاءات بالدار البيضاء-سطات، يجدون أنفسهم في قلب هذه الدينامية. فهم لا يكتفون بتلقي تكوين نظري أو تقني، بل يدفعون إلى الاشتغال على مشاريع حقيقية تفتح أمامهم آفاق تشغيل أوسع، وتنمي قدراتهم في التواصل والعمل الجماعي والتفكير النقدي.

وعلى الطرف الآخر من هذه المعادلة، تقف السكان المحليون كمستفيدين حقيقيين من هذا الزخم. فبفضل مشاركتهم في الورشات ودوائر الحوار، يصبحون جزءا من عملية اتخاذ القرار وصياغة الحلول، مما يعيد الاعتبار لفكرة المواطنة الفاعلة ويقلص المسافة مع الإدارة.

مقالات ذات صلة