لا يبدو أن فرنسا قد أنهت بعد حملتها ضد الحجاب، فبعد المدارس والشوارع والملاعب، جاء الدور الآن على الجامعات، بحسب تصريحات حديثة لوزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتيلو.
الوزير، الذي بدا وكأنه يقدم نفسه وصيا على قيم الجمهورية، قال خلال مروره عبر قناة RMC، إنه يريد حظر الحجاب في الجامعات، مبررا ذلك بوجود “إسلاموية” – على حد قوله – لا تتماشى مع الإسلام التقليدي، بل تسعى إلى فرض قيمها الخاصة.
وبنبرة تبدو مألوفة في الخطاب السياسي الفرنسي، أضاف ريتيلو: “هذه القيم تهين مكانة المرأة وتجعلها في مرتبة أقل من الرجل”. ولئلا يتهم بالإسلاموفوبيا، سارع إلى القول بأن المسلمين “لا يجب أن يأخذوا كلامه بشكل شخصي”، في تصريح يشبه الاعتذار المبطن بعد توجيه ضربة مباشرة.
فرنسا، التي فرضت حظر الحجاب على تلميذات المدارس عام 2004،.. ثم منعت النقاب في الأماكن العامة سنة 2010، لا تزال توسع هامش قوانين المنع، مع قرار منع العباءة في المدارس العام الماضي،.. ثم مشروع قانون يمنع الحجاب في المنافسات الرياضية في فبراير الماضي.
الجامعات، التي كانت سابقا تعتبر ملاذا للحرية الفكرية والتعبير الفردي،.. قد تدخل الآن بدورها في قائمة الأماكن المحظورة على المحجبات،.. ما يطرح أسئلة حول مستقبل الحريات في بلد يرفع شعار الحرية والمساواة والأخوة.
وفي ظل تصاعد الخطاب الشعبوي واقتراب مواعيد انتخابية حساسة،.. لا يستبعد كثيرون أن تكون هذه التصريحات جزءا من حملة سياسية أكثر منها إجراء قانوني فعلي،.. بينما تستمر الجاليات المسلمة في دفع الثمن، بين قوانين تسن باسم “الاندماج”،.. وواقع يكشف عن استهداف ممنهج لخصوصياتهم الثقافية والدينية.