في ظل موجة الحر القياسية التي تشهدها المملكة منذ أيام، يواجه قطاع زراعة الخضر والفواكه بجهة الدار البيضاء سطات تحديات غير مسبوقة، إذ حذرت مصادر مهنية من تداعيات مناخية قد تضرب بقوة محصول هذا الموسم، رغم المؤشرات الإيجابية التي رافقت بدايته.
وحسب المعطيات التي أوردتها “ميديا24” من المديرية الجهوية للفلاحة، فإن الجهة تعد من أكثر المناطق تأثرا بالظروف المناخية الحالية، لكنها في المقابل تتوفر على بنية تحتية زراعية تسمح لها بمواجهة هذه التقلبات، خصوصا في ما يتعلق بالزراعات البورية والمروية على حد سواء.
وأكد مصدر مسؤول من المديرية أن أغلب المزروعات بالمنطقة تعتمد على أنظمة الري، ما يمنح هامش تدخل واسع لتقليص الخسائر، مضيفا أن عمليات السقي سيتم تعزيزها خلال الأسابيع المقبلة رغم الضغط المتزايد على الفرشة المائية التي تعرف بدورها هشاشة واضحة.
الدار البيضاء سطات تحقق إنجازات زراعية لافتة رغم التحديات المناخية
وسجلت الجهة، خلال الموسم الفلاحي 2024-2025، أداء لافتا في مجال الخضروات، إذ بلغت المساحات المزروعة ما مجموعه 40.444 هكتارا، وهو ما يمثل نسبة إنجاز تناهز 98 في المئة من البرنامج المسطر، استأثرت البطاطس وحدها بـ50 في المئة من هذه المساحات.
ويعزى هذا الإنجاز، وفق المصدر ذاته، إلى تظافر مجموعة من العوامل، أبرزها التساقطات المطرية المهمة المسجلة في شهري مارس وأبريل، إلى جانب الدعم المالي الموجه للفلاحين عبر توزيع البذور وتحفيزات إضافية لتوسيع الإنتاج.
وأفادت الأرقام الرسمية أن موسم الخريف والشتاء عرف زرع 15.204 هكتارات و17.326 هكتارا على التوالي، بزيادة وصلت إلى 35 في المئة مقارنة بالسنة الماضية، حيث تنوعت المزروعات بين البطاطس، البصل، الجزر، الطماطم والفلفل، ما ضمن تموينا متوازنا للأسواق المحلية والوطنية خلال فصل الشتاء.
أما على مستوى زراعة الربيع، فقد استفادت الجهة من مناخ ملائم ساعد الفلاحين على بسط زراعاتهم على مساحة ناهزت 7.914 هكتارا، بارتفاع بلغ 22 في المئة مقارنة بالموسم السابق. وتشمل هذه الزراعة 1.637 هكتارا من البطاطس، و1.120 هكتارا من الطماطم، و496 هكتارا من البصل، و667 هكتارا من القرعيات.
ولمواكبة هذه الدينامية، رصدت ميزانية مالية قدرها 688.7 مليون درهم لتوفير البذور والشتلات الخاصة بالطماطم والبطاطس والبصل، بهدف تعزيز المساحات المزروعة والرفع من الإنتاج الوطني.
وفي إطار الاستعداد لموسم الصيف، أطلقت المديرية برنامجا خاصا يغطي 4.940 هكتارا من الزراعات الصيفية، مدعما بخطة تتضمن مواكبة تقنية ميدانية وتوفير البذور، إلى جانب مراقبة دقيقة لتطور المناخ وتأثيراته على الإنتاج.
ورغم هذه الجهود، يبقى الخطر قائما بفعل استمرار ارتفاع درجات الحرارة وشح المياه الجوفية، وهو ما يتطلب يقظة متواصلة وتنسيق مكثف بين مختلف المتدخلين لضمان مرور آمن لهذا الموسم الحرج.