اختار المغرب أن يحرك خطوطه نحو الشرق الأقصى، حيث تنبض مصانع كوريا الجنوبية بتكنولوجيا عسكرية باتت تفرض نفسها كلاعب ثقيل في السوق العالمية للسلاح.
ليست مجرد زيارة بروتوكولية تلك التي قادت وزير الصناعة والتجارة رياض مزور إلى سيول،.. بل هي – بحسب تقارير دولية – خطوة ضمن استراتيجية مغربية أوسع لتنويع الشركاء في مجال الدفاع،.. واستكشاف أسلحة المستقبل التي تراعي موازين الردع في منطقة لا تعرف الهدوء.
الوزير المغربي،.. الذي بدا كخبير عسكري أكثر من كونه مسؤولا اقتصاديا، لم يضيّع وقته في المجاملات. بل تنقل بين مصانع وأحواض بناء الغواصات،.. يختبر بعيونه دبابة “K2 بلاك بانثر” التي توصف بأنها من أكثر الدبابات تطورًا في العالم، ويقف أمام الغواصة “KSS-III” التي تجسد قدرات كوريا في الحرب تحت سطح الماء،.. ويصغي لشرح مفصل حول نظام الدفاع الجوي “تشونغونغ”،.. المعروف بفعاليته في التصدي للهجمات الصاروخية والجوية.
ما رشح من كواليس هذه الزيارة يوحي بأن الأمر تجاوز حدود الاستكشاف التقني. فالتقارير تشير إلى مشاورات أولية جدية قد تفضي إلى إبرام صفقات عسكرية بين الرباط وسيول،.. لا تقل أهمية عن الصفقة التي جمعت المكتب الوطني للسكك الحديدية بشركة “هيونداي روتيم” لاقتناء قطارات متطورة.