بخطوة تعد الأولى من نوعها داخل المملكة، أعلن “أنوال سنتر”، أحد أبرز المختبرات البيولوجية في المغرب، عن إدخال اختبار التسلسل الكامل للإكسوم (WES – Whole Exome Sequencing)، وهو أحد أكثر الفحوصات الوراثية تطورا في العالم، ليصبح متاحا لأول مرة محليا بعد أن كان حكرا على مختبرات أجنبية.
الاختبار الجديد يمثل نقلة نوعية في مجال التشخيص الجيني، إذ يمكن الأطباء المغاربة من الكشف عن حوالي 85 في المئة من الطفرات الجينية المسببة للأمراض، عبر تحليل واحد فقط يجرى على عينة بسيطة من اللعاب أو الدم أو النسيج الخلوي. ويستند هذا التحليل إلى تقنية NGS (التسلسل الجيني من الجيل الجديد)، التي تتيح فحص أكثر من 20 ألف جين دفعة واحدة، بدلا من اتباع المنهج التقليدي الذي يتطلب سنوات لتحليل الجينات بشكل فردي.
تقنيات تسلسل الجينوم من الجيل الجديد تصل المغرب: الكشف عن الطفرات الجينية في دقائق
المختبر المغربي يستند في هذا المشروع إلى منصة “GENOMAf” (جينوم إفريقيا)،.. التي كانت في مرحلة تجريبية لمدة عام، وتم تزويدها بأحدث التجهيزات والبرمجيات،.. إلى جانب فريق علمي متكامل يضم مختصين في المعلوماتية الحيوية والبيولوجيا الجزيئية وتحليل البيانات الجينية. هذا الفريق يحرص على تفسير النتائج وفق المعايير الدولية، مع إمكانية إعادة تحليل البيانات في أي وقت حسب تطور المعرفة العلمية.
ولضمان الجودة، حصل مختبر “أنوال” على اعتماد COFRAC،.. وفق معيار NF EN ISO 15189 نسخة 2022، ما يؤكد مصداقية ودقة نتائجه. كما يشكل هذا التطور استجابة ملحة لحاجة المغرب في مواجهة الأمراض الوراثية والسرطانية والقلبية،.. خاصة وأن أكثر من 90 في المئة من الفحوصات الجينية ما زالت ترسل إلى الخارج،.. ما يكبد الأسر كلفة باهظة ويطيل رحلة التشخيص.
الدكتور جمال فكاك، مدير المختبر وطبيب بيولوجي، أكد أن “إدخال اختبار WES ليس مجرد إنجاز تقني،.. بل هو تعبير عن إرادة وطنية لتحقيق العدالة الصحية والسيادة العلمية”،.. مشددا على أن “المريض المغربي يجب أن يحظى بنفس فرص الوصول إلى أحدث الابتكارات الطبية مثل غيره في الدول المتقدمة”.
يذكر أن “أنوال سنتر”، الذي تأسس سنة 1997، يعتبر مرجعا في مجالات الأورام وأمراض الدم والبيولوجيا الجزيئية،.. ويواصل اليوم التزامه برؤية طموحة تقوم على توفير طب دقيق وحديث،.. يخدم المواطن المغربي ويعزز استقلالية المنظومة الصحية الوطنية.