باشرت سلطات إقليم النواصر، ضواحي مدينة الدار البيضاء، حملة ميدانية جديدة تستهدف تحرير الشريط الساحلي لشاطئ دار بوعزة، حيث وجهت خلال الأيام الأخيرة إنذارات شفوية لمجموعة من أصحاب المقاهي والمطاعم المشيدة فوق الملك البحري، مطالبة إياهم بالإفراغ الفوري قبل أن تبدأ عمليات الهدم المرتقبة.
المعطيات المتوفرة تفيد بأن هذه التحركات تأتي بتعليمات مباشرة من عامل إقليم النواصر، في إطار خطة تهدف إلى استرجاع الهيبة القانونية للملك العمومي البحري، وتطهير الفضاءات الشاطئية من البناءات العشوائية والاستغلالات غير القانونية، خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي يعرف توافدا كثيفا للمصطافين.
وقد شددت مصادر محلية على أن السلطات تراهن على إعادة الاعتبار للمنطقة، بعد سنوات من التسيب العمراني واحتلال الملك البحري من طرف مشاريع تجارية دون تراخيص قانونية، مؤكدة أن هذه الخطوة ليست رمزية فحسب، بل ستتبعها إجراءات أكثر صرامة في حال استمرار المخالفين في تعنتهم.
وفي سياق متصل، لم تمر سوى أيام على إصدار قرار إغلاق في حق مطعم شهير بدوار اعرابة،.. وذلك بعد أن كشفت لجنة مختلطة عن مخالفات جسيمة داخل المؤسسة،.. أبرزها بناء مسبح ومرافق إضافية (غرف لتغيير الملابس، مراحيض، شباك) فوق الملك العمومي البحري،.. وهو ما يعد خرقا واضحا للمرسوم رقم 2.19.60 الصادر في 21 مارس 2019،.. الذي يضبط حدود الاستغلال المشروع للسواحل.
التحركات الأخيرة تندرج ضمن حملة شاملة تقودها سلطات النواصر منذ أسابيع،.. تروم إنهاء حالة الفوضى والتسيب التي تحولت إلى سمة ملازمة للعديد من المنشآت السياحية بالشاطئ. وتشمل هذه الحملة أيضا إزالة المستودعات والمرافق المشيدة خارج القانون،.. وإيقاف عمليات الاستغلال غير المشروع للفضاءات العمومية.
المواطنون بدورهم يعولون على هذه المبادرات لاسترجاع فضاءات الاستجمام المخصصة للعموم،.. في وقت تصر فيه السلطات على فرض احترام القانون ووضع حد لتغول بعض المستثمرين على حساب البيئة والحق في الولوج المجاني إلى الشواطئ.